نقابة المهن الفنية بفاس-مكناس تعقد اجتماعها الثاني: نحو ملف مطلبي متكامل لدعم الفنانين والمبدعين
فاس – 11 أكتوبر 2025
في خطوة تعكس الدينامية التنظيمية المتسارعة للنقابة المغربية للمهن الفنية، عقدت الأمانة الجهوية للنقابة بجهة فاس-مكناس اجتماعها الثاني اليوم السبت 11 أكتوبر 2025، بمقرها الجهوي في مدينة فاس. وجاء الاجتماع ليسلط الضوء على التحديات الملحة التي يواجهها الفنانون والمبدعون في المنطقة، مع التركيز على صياغة استراتيجيات تواصلية تهدف إلى تعزيز دورهم الثقافي والاجتماعي، في ظل الإكراهات المهنية المتزايدة.
خلال الجلسة، التي شهدت مشاركة أعضاء الأمانة الجهوية وفاعلين بارزين في المشهد الفني المحلي، تم التطرق إلى “عدد من النقاط الجوهرية” تتعلق بواقع الفنانين بالجهة. وفقًا للبلاغ الإخباري الصادر عن النقابة، ركز النقاش على التحديات والإكراهات التي تعترض مسار المبدعين، سواء على الصعيد المهني – مثل نقص الدعم المالي والتكوين المتخصص – أو الاجتماعي، حيث يعاني الفنانون من هامشية في السياسات الثقافية الجهوية. كما تم الوقوف عند “عدد من المشاكل التي تعيق تطور المجال الفني والثقافي بالمنطقة”، بما في ذلك ضعف البرامج الداعمة للإبداع، وغياب آليات التمويل المنتظم للمشاريع الفنية، بالإضافة إلى التحديات اللوجستية في تنظيم الفعاليات الثقافية داخل الجهة الواسعة جغرافيًا.
وأبرزت الأمانة الجهوية، في سياقها، أن هذه الإكراهات ليست مجرد عقبات فردية، بل تعكس واقعًا ثقافيًا يحتاج إلى تدخل مؤسسي فوري لضمان استدامة الإبداع. ويأتي هذا الاجتماع في وقت يشهد فيه المشهد الفني بفاس-مكناس، التي تضم تراثًا غنيًا يمتد من الفنون التقليدية إلى المعاصرة، تصاعدًا في المناقشات حول دور الفنان في بناء الهوية الثقافية الجهوية، خاصة مع تزايد الاهتمام الوطني بالتنمية الثقافية كمحرك للتنمية المستدامة.
إيمانًا بـ”ضرورة تقريب النقابة من الفنانين والمبدعين”، اتفق الحضور على تنظيم “لقاء تواصلي موسع” مع الفاعلين في الحقل الفني بالجهة، يهدف إلى الاستماع المباشر إلى انشغالاتهم واقتراحاتهم. ويُعد هذا اللقاء، الذي سيُحدد موعده قريبًا، خطوة استراتيجية لصياغة “ملف مطلبي متكامل” يُرفع إلى الجهات المعنية، سواء على المستوى الجهوي أو الوطني، مرفقًا بـ”حلول عملية ومقترحات واقعية” ترمي إلى تحسين الأوضاع المهنية والاجتماعية للفنانين. من بين هذه المقترحات المتوقعة، تعزيز برامج التكوين الفني، إنشاء صناديق دعم للمشاريع الإبداعية، وتفعيل آليات الحماية الاجتماعية للمبدعين، بما في ذلك التغطية الصحية والتقاعدية الخاصة بالمهن الفنية.
وتأتي هذه المبادرة في إطار الدينامية التواصلية التي تنهجها النقابة على المستوى الوطني، والتي تهدف إلى جعلها “فضاء جامعًا وفاعلاً” يساهم في تحقيق “العدالة الثقافية والاجتماعية”. وفي بلاغها، أكدت الأمانة “التزامها الراسخ” بخدمة قضايا الفن والفنانين، مع الحرص على “صون كرامة المبدعين بكل مسؤولية ومصداقية”، مشددة على أن التواصل الفعال هو مفتاح لتحويل التحديات إلى فرص للازدهار الثقافي.
يُعد هذا الاجتماع الثاني للأمانة الجهوية خطوة هامة في مسيرة النقابة المغربية للمهن الفنية، التي تأسست لتمثيل مصالح آلاف الفنانين عبر المغرب، وتعمل على تعزيز الإطار القانوني للمهن الفنية في ظل المدونة الثقافية الجديدة. وفي جهة فاس-مكناس، التي تُعتبر مركزًا ثقافيًا تاريخيًا يجمع بين التراث الإسلامي والحداثة الفنية، يُتوقع أن يساهم هذا النشاط في إحياء المشهد الثقافي، خاصة مع اقتراب موسم الفعاليات الشتوية.
وبهذا، تؤكد النقابة دورها كشريك أساسي في بناء سياسات ثقافية شاملة، تعيد للفنان مكانته المستحقة في قلب التنمية الجهوية.عن الأمانة الجهوية للنقابة المغربية للمهن الفنية – جهة فاس-مكناس.
