ندوة دولية بجامعة محمد الأول بوجدة تناقش التغيرات المناخية وسبل التكيف في المغرب

وجدة، 21 ماي 2025

انطلقت اليوم الأربعاء، في قاعة نداء السلام بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة محمد الأول بوجدة، فعاليات الندوة الدولية حول “التغيرات المناخية والتكيف“، التي تستمر على مدى يومين. تهدف الندوة إلى مناقشة التحديات البيئية والاجتماعية الناجمة عن التغيرات المناخية، مع التركيز على تعزيز القدرة على الصمود ودعم التنمية المستدامة في المغرب وخارجه.

مناقشات شاملة حول التأثيرات المناخية

تناولت الندوة، التي تجمع خبراء وباحثين من مختلف التخصصات، عدة محاور رئيسية تشمل التأثيرات الهيدروكليماتية، إدارة الموارد المائية، الأمن الغذائي، ديناميات الغابات، تآكل التربة، وإدارة المخاطر المائية. وسلطت الضوء على الجوانب الاجتماعية والثقافية للتكيف، مع عرض دراسات حالة إقليمية من المغرب تبرز التحديات والحلول المحلية.

من أبرز القضايا التي نوقشت، شح الموارد المائية الناتج عن التقلبات المناخية، حيث أظهرت الدراسات تراجع المياه الجوفية وانخفاض منسوب السدود في أحواض مثل وادي زيز، ميكس، وسد الرويدت. كما تم التطرق إلى تأثير الجفاف الزراعي على إنتاجية الحبوب وتدهور الأراضي الفلاحية في مناطق مثل سهل تريفة وحوض إيناون الأعلى، مما يهدد الأمن الغذائي.

استراتيجيات التكيف: من المحلي إلى الوطني

ركزت الندوة على استراتيجيات التكيف متعددة الأوجه، التي تشمل مقاربات محلية ووطنية. على المستوى المحلي، استعرض الباحثون آليات تكيف المزارعين، مثل اعتماد تقنيات الري المستدام وتغيير أنماط الزراعة في مناطق مثل سهل تادلة وحوض أفيفيز. كما تمت مناقشة الطرق التقليدية لإدارة المياه، مثل نظام “المطفية” في حوض سبو، الذي يعزز استدامة الموارد المائية.

على الصعيد الوطني، تم عرض المخطط الوطني الاستراتيجي للتكيف (PNSA-2030) كنموذج للعمل المناخي، إلى جانب سياسات الحوكمة لمواجهة الإجهاد المائي وإدارة الفيضانات الحضرية. وأكد المشاركون على أهمية الابتكار التكنولوجي، مثل استخدام نظم المعلومات الجغرافية والاستشعار عن بعد، في رصد التغيرات البي#’ئية وتحسين إدارة الموارد.

التأثيرات البيئية والاجتماعية: تحديات وفرص

تناولت الجلسات تأثيرات التغيرات المناخية على النظم البيئية، مثل زحف الرمال في الواحات الجنوبية الشرقية، حرائق الغابات في الأطلس المتوسط، وتعرية التربة في أحواض مثل وادي المعاصر. كما تمت مناقشة الكوارث الطبيعية، مثل الفيضانات في مدن كفاس وكرسيف، وكيفية تعزيز المرونة المجتمعية لمواجهتها.

من الناحية الاجتماعية، سلطت الندوة الضوء على الهجرة الريفية كآلية تكيف مع ندرة الموارد، خاصة في مناطق مثل تاوريرت وتنغير. كما تم التأكيد على دور السلوك البشري في تفاقم أزمة المياه في الواحات، مما يستدعي تعزيز الوعي البيئي وتبني ممارسات مستدامة.

دعوة إلى العمل الجماعي

اختتمت الجلسات الافتتاحية بدعوة إلى تضافر الجهود بين الأفراد، المجتمعات المحلية، والمؤسسات الوطنية لتطوير استراتيجيات تكيف شاملة. وأكد المشاركون أن مواجهة التغيرات المناخية تتطلب نهجًا متعدد الأبعاد يجمع بين العلم، التكنولوجيا، والسياسات العامة، مع مراعاة الخصوصيات الإقليمية والثقافية.

تستمر فعاليات الندوة غدًا الخميس، مع جلسات إضافية وورش عمل تهدف إلى صياغة توصيات عملية تدعم جهود المغرب في التكيف مع التغيرات المناخية، وتعزز دوره كنموذج إقليمي في تحقيق التنمية المستدامة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!