نداء وطني للحفاظ على الاستقرار وتعزيز الوحدة الوطنية

في خضم الاحتجاجات الاجتماعية التي شهدتها عدة مدن مغربية خلال الأيام الأخيرة، والتي تخللتها مواجهات عنيفة بين قوات الأمن وبعض المواطنين، مخلفة خسائر مادية وإصابات، أصدرت الهيئة الوطنية الدولية لمتطوعي المسيرة الخضراء، بالتعاون مع المنظمة المغربية للمواطنة والدفاع عن الوحدة الترابية، بيانًا هامًا يدعو إلى التهدئة والتحلي بالمسؤولية الوطنية.
البيان، الصادر بتاريخ 1 أكتوبر 2025 من الدار البيضاء، أكد أن الهيئة تتابع بقلق بالغ تطورات الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية التي أثارت نقاشًا واسعًا حول مطالب الشباب المغربي. وشددت على أن التعبير عن هذه المطالب حق دستوري مكفول، لكن تحويل الاحتجاجات إلى أعمال عنف تهدد أمن الوطن وسلامة المواطنين لا يخدم المصلحة العامة، بل يعرض الاستقرار الوطني للخطر.
وفي سياق يحمل دلالات رمزية عميقة، استحضرت الهيئة ملحمة المسيرة الخضراء لعام 1975، التي جسدت وحدة الشعب المغربي وقوته في استرجاع الصحراء المغربية. وأكدت أن الشباب المغربي اليوم، كامتداد لجيل المسيرة، يحمل مسؤولية الدفاع عن الوحدة الوطنية وصون الاستقرار، رافضًا استغلال معاناته الاجتماعية العادلة لخدمة أجندات مشبوهة تهدف إلى زعزعة الأمن والاستقرار.
ودعت الهيئة والمنظمة، في بيانهما، الشباب المغربي، خاصة على منصات التواصل الاجتماعي، إلى التحلي بالوعي والمسؤولية، والتعبير عن مطالبهم في إطار القانون والحوار البناء، بهدف تحويل هذه المطالب إلى إصلاحات حقيقية تخدم الوطن والمواطنين. كما أكدتا على ضرورة رص الصفوف وتقوية الجبهة الداخلية، مستلهمين قيم الوطنية والتلاحم التي جسدها الأجداد خلال المسيرة الخضراء، ليظل المغرب حصنًا منيعًا أمام أي محاولات للتشويش أو المساس بثوابته الوطنية.
وفي ختام البيان، جددت الهيئة والمنظمة التأكيد على شعار “حب الوطن يجمعنا”، داعية إلى التمسك بالثوابت الوطنية تحت شعار “الله، الوطن، الملك”. ويأتي هذا النداء في وقت حرج يتطلب من الجميع، أفرادًا ومؤسسات، الوقوف يدًا بيد للحفاظ على أمن واستقرار المغرب، وتحويل التحديات الاجتماعية إلى فرص للبناء والإصلاح.الدار البيضاء، 1 أكتوبر 2025
