مغرب الوحدة: قوة الشعب وقائده في تخليد المسيرة الخضراء
الداخلة، 19 شتنبر 2025
انطلقت اليوم الجمعة فعاليات حزب التجمع الوطني للأحرار في مدينة الداخلة، حيث دشن سلسلة من اللقاءات الجهوية للترافع عن الوحدة الترابية للمملكة المغربية، وذلك بمناسبة الذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء المظفرة. تأتي هذه المبادرة كجزء من برنامج حزبي شامل، يهدف إلى تعبئة الهيئات الحزبية والمنظمات الموازية عبر مختلف جهات المملكة، في سياق تخليد هذا الحدث التاريخي وتعزيز الدفاع عن القضية الوطنية.
انطلقت هذه السلسلة بناءً على قرارات اجتماعي اللجنة الحزبية المكلفة بالقضية الوطنية، اللذين عُقدا يومي 9 و16 شتنبر الجاريين، حيث شكلا خطوة أولى في تنفيذ برنامج طموح يتضمن فعاليات رمزية وموسعة. وافتُتحت الفعاليات بندوة مفتوحة في الداخلة تحت شعار “خمسون سنة للمسيرة الخضراء: نصف قرن من التنمية والعطاء”، بحضور أعضاء بارزين من المكتب السياسي للحزب، ونواب برلمانيين، ومستشارين، ومناضلين من جهة الداخلة-وادي الذهب.
شكّل هذا الحدث فرصة لنقاش معمق حول دلالات المسيرة الخضراء، ورمزيتها الوطنية، والدروس المستخلصة منها في تعزيز الوحدة والروح الوطنية. كما ركز النقاش على المكتسبات السياسية والتنموية والاجتماعية التي تحققت في الأقاليم الجنوبية على مدى خمسين عامًا، مع التأكيد على أهمية استثمار هذه الإنجازات لإقناع المجتمع الدولي بدعم مقترح الحكم الذاتي تحت السيادة الوطنية لحل النزاع المفتعل حول مغربية الصحراء.
افتتحت الندوة بكلمة محمد الأمين حرمة الله، عضو المكتب السياسي ومنسق جهة الداخلة-وادي الذهب، الذي أشاد بنجاحات الدبلوماسية الملكية التي حظيت بتأييد دولي متزايد للسيادة المغربية على الأقاليم الجنوبية. وأكد أن “الحكم الذاتي تحت السيادة الوطنية هو الحل الوحيد والنهائي لهذه القضية”.
من جهته، وصف محمد أوجار، رئيس اللجنة المكلفة بقضية الصحراء وعضو المكتب السياسي ومنسق جهة الشرق، هذه الندوة بأنها “تهدف إلى تعزيز الدبلوماسية الحزبية للدفاع عن القضية الوطنية الأولى، وإثراء النقاش العام حول استثمار إنجازات الدبلوماسية الملكية للوصول إلى حسم نهائي للنزاع حول السيادة المغربية”. وأكد أوجار أن الحزب، بقيادة عزيز أخنوش، سيواصل تنظيم فعاليات كبرى دعمًا للقضية الوطنية، مشيرًا إلى أن حزب التجمع “نشأ في دينامية المسيرة الخضراء”، وأن القضية الوطنية تظل “أولوية الأولويات”.
وخلال كلمته، أشاد أوجار بجهود ممثلي الجهة في البرلمان لدفاعهم المستميت عن مغربية الصحراء، معبرًا عن امتنانه للانتصارات الدبلوماسية غير المسبوقة التي حققها جلالة الملك محمد السادس، بدعم من دول دائمة العضوية في مجلس الأمن مثل الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا، إلى جانب تأييد متزايد من الاتحاد الأوروبي ودول إفريقيا وآسيا.
وأضاف أوجار: “القوة الأساسية للمغرب تكمن في تلاحم شعبه خلف قائده. من جوهرة الصحراء – الداخلة – نطلق هذا المسار لتخليد نصف قرن من النضال والتضحية، مؤكدين أن روح المسيرة الخضراء ما زالت حية، وأننا نشهد معجزة تنموية في جميع المجالات”. وأعلن عن برنامج طويل الأمد يمتد طوال السنة، يشمل مدن الصحراء مثل العيون، بوجدور، طرفاية، طانطان، والسمارة، إضافة إلى الرباط، لتكريم القامات والشخصيات التي ساهمت في بناء الوحدة الوطنية.
يُعد لقاء الداخلة انطلاقة لبرنامج عمل اللجنة المكلفة بقضية الصحراء، برئاسة محمد أوجار، والذي يتضمن تنظيم ندوات علمية ودورات تكوينية لفائدة برلمانيي الحزب وهيئاته الموازية ومناضليه، بهدف تمكينهم من أدوات الترافع والدفاع عن عدالة القضية الوطنية. كما سيعمل الحزب على استثمار علاقاته الخارجية للتعريف بمشروعية قضية الصحراء المغربية على الساحة الدولية.
