معاناة يومية لسكان دوار لكطابة بالحكاكشة: غياب الصرف الصحي وطريق يغرق في الوحل
الحكاكشة (إقليم سيدي بنور) – خاص
يعيش سكان دوار لكطابة بجماعة الحكاكشة في إقليم سيدي بنور وضعاً إنسانياً وبيئياً بالغ الصعوبة، جراء غياب أبسط مقومات البنية التحتية الأساسية، وبالأخص شبكة الصرف الصحي والمسلك الطرقي الرئيسي الرابط بين الدوار والعالم الخارجي، مما حوّل حياتهم اليومية إلى سلسلة من العراقيل والمخاطر الصحية الدائمة.
ففي غياب تام لشبكة التطهير السائل، لجأ العديد من الأهالي إلى حفر قنوات مكشوفة أمام منازلهم لتصريف المياه العادمة، الأمر الذي خلّف روائح كريهة لا تطاق، ومستنقعات من الأوحال، وتسرب دائم للمياه الملوثة داخل الأزقة التي يسلكها السكان يومياً، خاصة الأطفال والنساء. ويقول أحد السكان الذين تحدثنا إليهم: «نعيش وسط المجاري… الماء الأسود يتسرب إلى كل مكان، ولا نستطيع منع الأطفال من اللعب فيه».
هذا الوضع البيئي المزري، الذي طال أمده لسنوات، يثير تساؤلات مشروعة حول غياب أي تدخل جدي من المجلس الجماعي أو الجهات المسؤولة، رغم الشكاوى المتكررة التي رفعها السكان.
وتزداد المعاناة حدة مع تدهور المسلك الطرقي الوحيد المؤدي إلى الدوار، حيث تتحول الطريق مع أول قطرة مطر إلى برك طينية عميقة تعزل الدوار تماماً عن محيطه. كبار السن والمرضى والتلاميذ هم الأكثر تضرراً؛ فالتنقل إلى المدرسة أو المستوصف أو حتى السوق يصبح مغامرة محفوفة بالمخاطر، وقد يستغرق ساعات طويلة في أيام الشتاء.
وفي تصريحات متطابقة، يؤكد السكان أن هذه الوضعية لم تعد محتملة، ويطالبون بتدخل عاجل وملموس من السلطات المحلية والإقليمية والجهات المنتخبة لوضع حد لهذا الإهمال المزمن. ويشددون على ضرورة إنجاز شبكة صرف صحي حديثة وتأهيل شامل للطريق الرئيسي كأولوية لا تقبل التأجيل، حتى يتسنى لهم التمتع بالحد الأدنى من شروط العيش الكريم الذي يكفله الدستور لكل مواطن مغربي.وفي انتظار الاستجابة الرسمية، يواصل سكان دوار لكطابة صمودهم اليومي وسط الروائح والوحل، آملين أن تصل أصواتهم هذه المرة إلى من يعنيهم الأمر.
