مسرح رياض السلطان في طنجة يفتتح الصيف بمهرجان فني يجمع الإبداع والموسيقى والتأمل
طنجة – 10 يونيو 2025
مع حلول الصيف، تتزين مدينة طنجة بألوان الفن والإبداع، حيث يستعد مسرح رياض السلطان لاستقبال موسم ثقافي استثنائي يمتد من 18 إلى 30 يونيو 2025. برنامج غني ومتنوع يجمع بين الموسيقى، الشعر، المسرح، والتأمل، يعكس روح المدينة النابضة كجسر ثقافي بين ضفتي المتوسط، ويؤكد التزام المسرح بتقديم عروض تجمع بين الجودة، الإبداع، والمتعة.
افتتاحية شعرية تمزج الثقافتين المغربية والإسبانية
تنطلق الفعاليات يوم الأربعاء 18 يونيو، في السابعة مساءً، بحفل توقيع ديوان “ماتريا”، يتخلله قراءات شعرية تحت عنوان “مجموعة شعرية معاصرة لنخبة من الشاعرات الإسبانيات والمغربيات”. هذا اللقاء الأدبي يبرز دور المرأة في الكتابة الشعرية، ويحتفي بالكلمة كأداة للحوار بين الثقافتين المغربية والإسبانية، مستعيداً الذاكرة الهوياتية المشتركة. وفي الثامنة والنصف من نفس اليوم، تقدم الفنانة الإسبانية شيلا بلانكو حفلاً موسيقياً شعرياً مستوحى من موروث شاعرات “جيل 27″، حيث تتحول القصائد إلى ألحان تعبر عن المشاعر بأسلوب يمزج بين العمق والإبداع.
إيقاعات الجاز والقصبة في حوار عالمي
يوم الخميس 19 يونيو، في الثامنة والنصف مساءً، يستضيف المسرح أمسية موسيقية بعنوان “جاز القصبة: لغة عالمية للحوار والحرية”. يجمع هذا العرض بين عازف البيانو اللبناني طارق يماني والساكسوفونيست المغربي عثمان الخلوفي، في تناغم فريد يمزج الإيقاعات العربية التقليدية بأنغام الجاز الأفريقية-الأمريكية. هذا الحفل يجسد طنجة كفضاء للتلاقي الثقافي، حيث تتحول الأصوات إلى لغة عالمية تعبر الحدود.
“طنجيرينا”: قراءة ممسرحة تحتفي بطنجة
في الثامنة مساء يوم الجمعة 20 يونيو، يقدم طلاب المعهد الإسباني سيبيرو أوتشوا قراءة ممسرحة لرواية “طنجيرينا” للكاتب الإسباني خابيير بالينثويلا، بترجمة الشاعر العربي غجو. هذا العرض، الذي يقدم باللغتين العربية والإسبانية، يحتفي بطنجة كجسر ثقافي، معززاً مكانتها كمدينة تلتقي فيها الأصوات والروايات من ضفتي المتوسط.
موسيقى الشعر العربي بلمسة عصرية
يوم السبت 21 يونيو، في السابعة مساءً، يأخذ الفنان الشاب عدنان عبد المومن وفرقته الجمهور في رحلة موسيقية عبر أجمل قصائد الشعر العربي الفصيح. هذا العرض يمزج الموسيقى العربية التقليدية مع أنماط عالمية كالفلامنكو، الجاز، والروك، مقدمًا أعمالاً حصرية أُنتجت خصيصاً لهذا الحدث، في تجربة تجمع بين الأصالة والحداثة.
تأمل بيئي وثقافي في إيدونيا
يوم الثلاثاء 24 يونيو، في السابعة والنصف مساءً، تستضيف جمعية البوغاز ندوة تأملية بعنوان “جولة بجوار إيدونيا”، يقدمها محمد علي الشريف دوزان. هذا اللقاء يأخذ الجمهور في رحلة إلى “طنجة الخضراء”، المنطقة البيئية التي تحتفظ بذاكرة المدينة، معززاً الوعي بالتراث الطبيعي والثقافي.
“أنوار دجانكو”: مسرح يعالج الروح
في الثالثة ظهر يوم الأربعاء 25 يونيو، يقدم تلاميذ مدرسة بيرشي عرضاً مسرحياً بعنوان “أنوار دجانكو”، بإشراف الأستاذة فدوى قرطاف. هذا العرض، الذي يروي قصة طفل يرى العالم بمنظور فريد، يحول الألم إلى تجربة شافية، مقدمًا رسالة إنسانية عميقة من خلال المسرح.
“إحياء”: أمسية موسيقية بين الماضي والحاضر
يوم السبت 28 يونيو، في الثامنة والنصف مساءً، يقدم الفنان ماز وفرقته أمسية موسيقية بعنوان “إحياء”. هذا العرض يمثل ملتقى طرق بين الألحان التقليدية والمعاصرة، حيث تتداخل الموسيقى لتروي قصصاً نابضة بالعاطفة والحياة.
ختام فكري مع تراث تطوان المشترك
تختتم الفعاليات يوم الإثنين 30 يونيو، في الثامنة والنصف مساءً، بحفل تقديم كتاب “التوسع التطواني (1860–1956): تراث مشترك بين الضفتين” لمؤلفه مصطفى أقلعي ناصر. يشارك في النقاش نخبة من الأكاديميين والمثقفين، من بينهم محمد المطالسي، إدريس اليزمي، رشيد برهون، فرو أقلعي، وستيفاني غاو. اللقاء يستعرض العلاقات الثقافية والعمرانية بين المغرب وإسبانيا، مؤكداً على الروابط التاريخية العميقة.
طنجة: مدينة الفن والتلاقي
مسرح رياض السلطان، بهذا البرنامج الغني، يؤكد مكانة طنجة كعاصمة ثقافية تجمع بين الإبداع والتأمل. من الشعر النسائي إلى إيقاعات الجاز، ومن القراءات المسرحية إلى الندوات البيئية، يقدم المسرح تجربة فنية شاملة تنبض بالحياة. هذه الفعاليات ليست مجرد عروض، بل دعوة لعشاق الفن للغوص في عوالم الجمال والإلهام، حيث تتجسد طنجة كنقطة تلاقٍ بين الثقافات والأحاسيس.
مرحباً بكل من يؤمن أن الفن هو نافذة الروح إلى الجمال الخالد، في رحاب مسرح رياض السلطان.
