مرة أخرى تأتي المبادرة من المغرب..

حميد عزيز – الدار البيضاء
رسالة قوية وواضحة إلى حكام الجزائر للخروج من نفق المغامرات الموروثة من زمن الحرب الباردة..وبدء مرحلة جديدة من التكامل والتعاون على درء المخاطر التي تهدد المنطقة كاملة.. وتبدد كل جهود التنمية فيها..
تأتي الدعوة في مناخ من الخوف والإحباط والتوتر..وفي ظرفية دقيقة يطبعها تراجع ملحوظ على جميع المستويات.. بفعل الوباء اللعين من جهة.. وتنامي الصراعات الإقليمية من جهة أخرى.. والتي يمكن أن تتحول إلى حروب لا تبقي ولا تذر..
الدعوة الملكية لا تحمل شروطا مسبقة ولا التزامات محددة من أي طرف.. هي دعوة إلى حوار ثنائي مباشر لمصلحة الشعبين الشقيقين.. سيليها بالضرورة حوار مغاربي لكسر حالة الجمود والتأخر..فالمنطقة تملك من المؤهلات الاقتصادية والبشرية ما يستطيع نقلها إلى مرتبة متقدمة بين الأمم.. وقوة منافسة تزاحم التكتلات المتحكمة في صياغة شكل العالم الجديد .. وكل سنة تهدر في الصراعات المفتعلة.. تؤدي الشعوب ثمنها غاليا من استقرارها ومن قوتها وأمنها..
إن سياسة المحاور التي فرضت كخيار وحيد أمام البلدين.. لا يمكن أن تستمر إلا إذا كان وراءها من يحركها لاستنزاف قدرتهما على التطور.. وقد آن الأوان لبعث رسالة مشتركة إلى العالم.. مفادها أن الأولوية لبناء الذات بعيدا عن تدخلات الأطراف صاحبة المصلحة في هزمها وتقزيم دورها.. وبعيدا عن الهوس السياسي والايديولوجي الذي ثبت أنه يلعب دور الكابح لكل مبادرات المصالحة مع الواقع.. خاصة وأن كل المتدخلين في اللعبة يعملون بجهد كبير على استقرار بلدانهم وتنميتها على حساب غيرهم..
انطلقت إشارة بدء التعاون من الخطاب الأخير لملك المغرب..بصيغة لا غالب ولا مغلوب.. وننتظر من حكام البلد الشقيق “رد التحية بأفضل منها”..ننتظر تجاوبا ايجابيا يتجاوز لغة التشكيك… عناوين الأزمة المزمنة..ولتكن البداية بالموافقة على إجراء الحوار الثنائي..في أفق فتح الحدود المغلقة.. كتعبير مبدئي عن حسن استقبال الإشارة..والرغبة في تنظيف الطريق من كل المعوقات العالقة.. وإن غدا لناظره قريب..