مؤسسة فكر للتنمية والثقافة والعلوم في تكريم للاديب الصحفي عبد الكريم غلاب

في اطار سلسلة” اعلام في الذاكرة” تكريما لاعلام الفكر و المعرفة و الثقافة، بشتى تخصصاتهم و قناعاتهم و انتماءاتهم ، و تثبيتا لثقافة الاعتراف بما اسدوه من خدمات جليلة للوطن… اقدمت مؤسسة فكر للتنمية والثقافة والعلوم على تنظيم ندوة وطنية حول الاديب عبد المجيد بن جلون قبل شهرين وتستعد لتنظيم ندوة خلال شهر يونيو حول جرمان عياش بتعاون مع الجمعية المغربية للبحث التاريخي، وتعد بتكريم اخرين من مثل محمد زنيبر و ابراهيم بوطالب و عزيز بلال من خلال لقاءات علمية .

ويوم الاربعاء 17 مايو 2023 الماضي، نظمت مؤسسة فكر للتنمية والثقافة والعلوم ندوة علمية تكريما للأديب و الصحافي عبد الكريم غلاب. باعتباره شخصية وطنية بصمت تاريخ المغرب المعاصر بانتاجاتها الادبية و الصحافية و مواقفها المجتمعية و السياسية و بمسارها الغني في كل مراحله انه الاديب الصحفي عبد الكريم غلاب الذي شكل علامة رئيسة في تاريخ المغرب الحديث،

وفي كلمة افتتاحية ألقاها بالمناسبة الأستاذ محمد الدرويش، شكر في بدايتها الحضور واحدة واحدا استجابة لدعوة مؤسسة فكر للتنمية و الثقافة والعلوم بشراكة مع وزارة الشباب و الثقافة و التواصل ، قطاع الثقافة و تعاون مع المعهد العالي للإعلام و الاتصال و عائلة عبد الكريم غلاب ، وفي قلب مؤسسة لها رمزيتها تاريخا و حاضرا و مستقبلا دون شك . رمزية تمس طبيعة التكوين بها و المتخرجين منها من بنات و ابناء المغرب و من دول افريقية مختلفة و تكبر المؤسسة باستحضار مدرائها و اساتذتها و موظفيها و اعوانها، و هي المؤسسة التي يكون خريجوها صوتا للحق و الدفاع عن الحرية و الكرامة و العدالة الاجتماعية و ايصال المعلومة بحرفية و مهنية و نزاهة و صدقية انها السلطة الرابعة . و قد تم اختيار هذا المكان لكل ما سلف ذكره و ما سيأتي خلال عروض الاساتذة الكرام حول شخصية الاستاذ المعلم عبد الكريم غلاب .

كما اوضح الأستاذ الدرويش، أن تنظيم هذه القاءات استحضاراً لأعلام الثقافة المغربية المعاصرة يهدف إلى ربط الإضاءات المشرقة في الماضي بالإسهامات التي أثْرَت نسق الثقافة المغربية في الحاضر، كما يلقي الضوء على إسهام هذا الجيل في ترسيخ قيم ثقافية و معرفية جديدة تنشغل بالحياة في شتى تشكلاتها ، و تترجم قناعات عانقت قيم الحرية والهوية والأصالة في مواجهة المستعمر، أو كانت تنشد قيم التحرر والديمقراطية والمساواة والعدالة الاجتماعية خلال مرحلة ما بعد الاستقلال .

وتطرق المتدخل الى الخصائص الهامة التي كانت تتصف بها شخصية الأستاذ غلاب، حيث ذكر انه أشهر من نار على علم اذ ترك بصماته في حياة اجيال متعددة و مجالات مختلفة منها الادبي و الثقافي و الحقوقي و الاجتماعي و الصحفي و السياسي . تجارب راكمها من خلال تكوينه و اسفاره و احتكاكه بالكبار في المغرب و المشرق بوأته مكانة عالية في المجتمع .فمن فاس حيث رأى النور و تلقى تعليمه بها الى مصر بين سنوات 1937 و 1948 و بذلك امتزج الوطني بالقومي و الكوني في ابواب العيش الكريم و الحريات و العدالة الاجتماعية و الاداب و الثقافة المغربية و العربية. حتى انه يعد مؤسسا الى جانب اخرين لعدة اجناس ادبية جديدة من مثل القصة القصيرة و السيرة الذاتية و ادب الرحلة و الرواية …انه صاحب دفنا الماضي و المعلم علي و سفر التكوين و القاهرة تبوح بأسرارها و سبعة ابواب و الشيخوخة الظالمة و غيرها من الكتب و المقالات الادبية و الصحفية التي تجدونها ضمن كتيب هاته الندوة ..

ثم نبه، الأستاذ الجامعي محمد الدرويش، الى ان العودة الى الماضي الذي لم ندفنه جميعًا من خلال استحضار أسماء أعلام ظلت في ذاكرتنا الفردية و الجمعية من خلال إنتاجها الفكري يعد احتفاءً علميا بها ، و تأكيدًا لأدوارها في علاقاتها بالسياق الثقافي الذي عاشت فيه ، ليس فقط في تطوير أسس و منطق و أخلاق الكتابة بكل أجناسها ، وترسيخها في الثقافة و الفكر المغربيين بل ايضا في اساس قيم المواطنة القائمة على مبدأي الحقوق و الواجبات و كذا اخلاق ثقافة الاعتراف و الاحترام و التضامن و التكافل المجتمعي .ان هاته العودة هي تثبيت لثقافة الاعتراف و استحضار للماضي بمنطق الحاضر من اجل المستقبل ، فمن لا ماضي له لا مستقبل له.

وختم، بالتأكيد على مشروعية هذا التكريم، حيث قال الأستاذ محمد الدرويش، أن إعطاء كل هذا الاعتبار والتشريف للرجل الذي رحل عن عالمنا منذ سنوات ضمن ” سلسلة أعلام في الذاكرة ” لم يأت اعتباطا أو مصادفة بل بفضل كدحه الأدبي ونضاله الصحفي الذي جاوز نصف قرن قضاه متعبدا في محراب الكتابة والإبداع. زاهدا في المناصب السياسية والحكومية. وناشدا خدمة الثقافة العربية بالإضافة النوعية المتواصلة والانخراط في معركة تحرير العقل العربي من الأساطير والخرافات. وعاملا بكل إخلاص على تشكيل الذوق الجمالي لأجيال القراء المتعاقبة التي كانت عرضة لرياح الاتجاهات والتقلبات من كل نوع.عن طريق زرع بذور الرأي الحر والاستقلال الفكري والاستقامة الأخلاقية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى