لقاء واعد بين وزير التعليم العالي والمرصد الوطني لتطوير منظومة التعليم بالمغرب

الرباط – 24 أبريل 2025
في خطوة تعكس انفتاح وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار على التعاون مع الفاعلين المدنيين، عقد الدكتور عزالدين ميداوي، وزير التعليم العالي، يوم الأربعاء 23 أبريل 2025، اجتماعاً هاماً مع وفد من المرصد الوطني لمنظومة التربية والتكوين، برئاسة الأستاذ محمد الدرويش، بمقر الوزارة بالرباط. استمر اللقاء، الذي امتد لأكثر من ساعتين، في جو من الحوار البناء، حيث تبادل الطرفان الرؤى حول قضايا التعليم العالي وسبل تطوير المنظومة لتكون رافعة حقيقية للتنمية الوطنية.
شكر وتثمين متبادل
في مستهل اللقاء، تقدم الأستاذ محمد الدرويش، رئيس المرصد، بالشكر والتقدير للوزير ميداوي على تجاوبه وتفاعله الإيجابي، مجدداً تهنئته بالثقة الملكية التي حظي بها إثر تعيينه وزيراً للقطاع. وأعرب عن تمنياته بالتوفيق له في خدمة قضايا التعليم العالي والصالح العام. كما استعرض الدرويش أهداف المرصد الوطني، الذي تأسس بمبادرة من نخبة من أساتذة التعليم العالي والتعليم المدرسي، مؤطراً بمقتضيات الدستور المغربي. وأبرز الدور الريادي للمرصد في الترافع عن قضايا التعليم، من خلال مبادرات عديدة شملت متابعة ملفات حساسة مثل المتعاقدين، حملة الدكتوراه، وطلبة الطب والصيدلة.
من جهته، رحب الوزير ميداوي بأعضاء المرصد، مشيداً بالأدوار النبيلة التي يضطلع بها في الدفاع عن منظومة التربية والتكوين، من التعليم الأولي إلى العالي. وأشاد بالمكانة المتميزة التي يحظى بها المرصد لدى الرأي العام الوطني، وثقة الطلاب، الأساتذة، الأسر، والمسؤولين فيه. كما أعرب عن اعتزازه بهذا الفعل المدني الجاد، مؤكداً أن المرصد يمثل نموذجاً للمسؤولية الوطنية في متابعة وتقييم السياسات التعليمية.
دينامية إيجابية وتحديات تاريخية
خلال اللقاء، أشاد رئيس المرصد بالدينامية الملحوظة التي يشهدها قطاع التعليم العالي في الآونة الأخيرة، والتي أسهمت في استعادة الاستقرار والطمأنينة داخل الوزارة، الجامعات، والمؤسسات التعليمية. واستعرض تاريخ التعليم العالي بالمغرب، منذ تأسيس اللبنات الأولى للجامعة المغربية، مروراً بالميثاق الوطني للتربية والتكوين، وصولاً إلى التحولات الكبرى التي شهدتها المنظومة خلال العقود الثلاثة الأخيرة. وأكد على الدور المحوري للموارد البشرية – أساتذة، طلبة، وموظفين – في النهوض بمهام التعليم العالي وتحقيق رسالته النبيلة.
بدوره، أكد الوزير ميداوي التزامه بالدفاع عن مكانة التعليم العالي كوظيفة ورسالة، مع التركيز على تحسين ظروف العمل، التكوين، التأطير، والبحث العلمي لمكونات القطاع، بما في ذلك الطلبة، الأساتذة، والإداريين. وشدد على ضرورة احترام المقتضيات القانونية التي تؤطر القطاع، لاسيما استقلالية الجامعات والمؤسسات التعليمية، وفق القوانين المنظمة. كما أشار إلى المشاريع الكبرى التي تعمل عليها الوزارة، والتي ستتضمن مشاورات وجلسات استماع مع كافة الشركاء والمعنيين لضمان إشراك شامل.
نقاش مفتوح حول التحديات والتطلعات
شكل اللقاء فرصة لتبادل الآراء حول أبرز التحديات التي تواجه منظومة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار. وتم التطرق إلى قضايا حساسة، مثل تحسين جودة التكوين، دعم البحث العلمي، وتعزيز الابتكار لمواكبة متطلبات سوق الشغل والتنمية الوطنية. كما تم استعراض دور التعليم العالي كقاطرة للتنمية الشاملة، مع التركيز على ضرورة تكامل الجهود بين الوزارة، الجامعات، والفاعلين المدنيين مثل المرصد.
وأكد الوزير أن الوزارة تسعى إلى تعزيز الحكامة الجيدة داخل المؤسسات الجامعية، مع الحفاظ على استقلاليتها وتفعيل هياكلها وفق الأطر القانونية. وأشار إلى أن الوزارة بصدد إعداد مشاريع إصلاحية طموحة، سيتم الإعلان عن تفاصيلها لاحقاً، مع التزام بإشراك كافة الأطراف المعنية في صياغتها وتنفيذها.
آفاق واعدة للتعاون
يعد هذا اللقاء محطة هامة في تعزيز التعاون بين وزارة التعليم العالي والمرصد الوطني لمنظومة التربية والتكوين، حيث يعكس التزام الطرفين بتطوير المنظومة التعليمية ومواجهة التحديات بروح الشراكة. ويأتي في سياق دينامية إصلاحية تشهدها الوزارة تحت قيادة الوزير ميداوي، الذي يحظى بتقدير واسع بفضل خبرته الأكاديمية وتجربته الإدارية.
ويتوقع مراقبون أن يسهم هذا الحوار المفتوح في تعزيز الثقة بين الوزارة والفاعلين المدنيين، مما سيمهد الطريق لمزيد من التعاون في معالجة القضايا العالقة، مثل تحسين ظروف الطلبة، دعم الأساتذة الباحثين، وتطوير البنية التحتية للجامعات. كما يعزز دور المرصد كشريك أساسي في متابعة وتقييم السياسات التعليمية، مما يعكس التزام المغرب بتعزيز الحكامة والشفافية في إدارة القطاعات الحيوية.
ختاما نعتقد ان اللقاء بين وزير التعليم العالي والمرصد الوطني يبرز كخطوة نوعية نحو بناء منظومة تعليمية متطورة وشاملة، تستجيب لتطلعات المغاربة وتساهم في تحقيق التنمية المستدامة. ومع التزام الوزارة بفتح مشاورات واسعة وإشراك كافة الشركاء، يبدو أن المستقبل يحمل آفاقاً واعدة للتعليم العالي بالمغرب، شريطة ترجمة هذه الرؤى إلى إجراءات ملموسة تخدم الطالب، الأستاذ، والوطن.
مصادر إضافية:
- بيانات رسمية من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار.
- تقارير إعلامية حول إصلاحات التعليم العالي بالمغرب.
- مواقع إخبارية وطنية مثل hespress.com وle360.ma