لجنة الحوار والوساطة ترضخ لعسكر الجزائر وتتبنى تخريجة القايد صالح

عبد العزيز الداودي

قدمت اليوم الاحد 9شتنبر لجنة الحوار والوساطة تقريرها النهائي للرئيس المؤقت للجمهورية الجزائرية عبدالقادر بن صالح وزعمت ان هذا التقرير كان خلاصة لقاء اللجنة مع مكونات المشهد السياسي والنقابي والحقوقي بالجزائر. هذا التقرير الذي اكد على وجوب اجراء انتخابات رئاسية وفي اقرب الاجال تثمينا لموقف القايد صالح الذي دعى غير ما مرة الى ضرورة إجراء الانتخابات. واذا كان المتتبعون للشأن العام الجزائري لم يتفاجأوا بقرار اللجنة على اعتبار هذه الاخيرة هي من رحم كولسة عسكر الجزائر وانها لن تخرج ابدا من جلبابها ولن تزيغ عن اجندتها لسبب بسيط هو أن العسكر غير مستعد للتخلي عن امتيازاته وعن الصناديق السوداء الممتلئة بعائدات النفط والغاز.

هذه عقيدته والصراع عليها هو صراع وجود وبالرجوع الى الوراء نستحضر كيف قاد الهواري بومدين انقلابا عسكريا في اواسط الستينات من القرن الماضي ليزيح من طريقه احمد بن بلة احد الوجوه التاريخية البارزة لجيش التحرير. تعيين الشادلي بنجديد بعد وفاة هواري بومدين كان هو الاخر بتزكية من عسكر الجزائر ارادوا منه ان يكون دمية بين ايديهم ولما تمرد عليهم واعترف بفوز الجبهة الاسلامية للانقاذ في بداية التسعينات من القرن الماضي اجبروه على الاستقالة وشكلوا مجلسا سموه المجلس الاعلى للدولة حيث جيء ببوضياف ليغتال 6أشهر بعد توليه رئاسة الجمهورية في حادث تورط فيه العسكر وما زالت ملابساته غامضة.

وجاء الدور على اليامين زروال الذي مهد له العسكر الطريق ليصبح رئيسا للجمهورية وبانتخابات شهد الكل انها كانت مزورة.بعدها التجأ العسكر الى ارشيف الجزائر ولم يجد غير بوتفليقة ليزكيه في العهدات الرابعة قبل أن يقول الشعب كلمته ويزيحه كما ازاح غيره من امثال سلال واويحيى وعبدالغني الهامل. فهل ستنصر ارادة الشعب الجزائري الذي يدرك تمام الادراك بان اي انتخابات رئاسية يشرف عليها رموز النظام لن تكون الا كسابقاتها ولن تزكي الا الوضع القائم؟ام ان العسكر سيلتجأ الى القوة والى التصفيات الجسدية وتلفيق التهم الجاهزة التي لا تنتظر الا التأشير عليها من طرف القايد صالح لتحرك النيابة العامة مسطرة المتابعة في حق الاصوات المعارضة

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى