لبؤات الأطلس يتوجن بلقب كأس إفريقيا لكرة القدم داخل القاعة للسيدات في نسختها الأولى

الرباط، 01 ماي 2025 (جيل24 – ومع)

في إنجاز غير مسبوق، توج المنتخب الوطني المغربي لكرة القدم داخل القاعة للسيدات بلقب النسخة الافتتاحية لكأس أمم إفريقيا (المغرب 2025)، بعد مباراة نهائية دراماتيكية انتهت بفوزه على المنتخب التنزاني بنتيجة (3-2)، مساء الأربعاء، بالقاعة المغطاة للمجمع الرياضي الأمير مولاي عبد الله بالرباط. هذا التتويج لم يكن مجرد لقب قاري، بل تأكيد على التطور المطرد لكرة القدم النسوية المغربية، مع ضمان التأهل لكأس العالم الأولى بالفلبين أواخر 2025.

تهنئة ملكية وفخر وطني

بالمناسبة، بعث صاحب الجلالة الملك محمد السادس برقية تهنئة إلى المنتخب، مشيدًا بـ”فوزهن الباھر” الذي يعكس “التطور المطرد لكرة القدم النسوية ببلادنا”. وأعرب جلالته عن اعتزازه بحصول المنتخب على لقب النسخة الأولى التي استضافها المغرب بنجاح، مشيرًا إلى أن هذا الإنجاز يبرز “السبق الرياضي” لسيدات المغرب. كما هنأ جلالته اللاعبات على تأهلهن لكأس العالم، مشيدًا بروحهن الوطنية العالية وأدائهن الرفيع، مع تقدير لجهود الأطر التقنية والإدارية.

تحليل المباراة: ملحمة كروية بطابع البطولات

المباراة النهائية كانت بمثابة اختبار حقيقي لقدرات لبؤات الأطلس، حيث واجهن منتخبًا تنزانيًا منظمًا وشرسًا. بدأ اللقاء بضغط مغربي مبكر، حيث هددت ياسمين دامراوي مرمى تنزانيا بتسديدة قوية في الدقيقة الخامسة، لكن الحارسة ناجاتي إدريسا تألقت في التصدي.

على عكس مجريات اللعب، فاجأت تنزانيا المغربيات بهدف مبكر سجلته أنستازيا كاتونزي (د4) بتسديدة زاحفة خادعة، مستغلة ارتباكًا دفاعيًا.

واصلت لبؤات الأطلس هجماتهن، مع محاولة خطيرة من ملاك الكيلاني (د11)، لكن إدريسا أنقذت مرماها ببراعة.

في الدقيقة 16، استغلت تنزانيا هجمة مرتدة لتضاعف النتيجة عبر جميلة رجابو، مما وضع المغرب في موقف حرج. لكن ضحى المدني أعادت الأمل للجماهير المغربية بهدف تقليص الفارق (د20)، منهية الشوط الأول بنتيجة (2-1).

في الشوط الثاني، اعتمدت تنزانيا على دفاع متكتل أغلق المنافذ أمام المغربيات، مع الاعتماد على الهجمات المرتدة. رغم ذلك، أظهرت لبؤات الأطلس تماسكًا كبيرًا وروحًا قتالية، بقيادة المدرب عادل سايح الذي أجرى تعديلات تكتيكية زادت من الضغط الهجومي دون إهمال الواجب الدفاعي.

في الدقيقة 34، تألقت ياسمين دامراوي بمجهود فردي، مقدمة تمريرة حاسمة لدريسية كوريش التي عادلت النتيجة (2-2).

اللحظات الأخيرة شهدت إثارة كبيرة، حيث واصلت المغربيات الضغط وسط هتافات الجمهور الغفير. وفي الثواني الأخيرة، خطفت دامراوي الأنفاس بهدف الفوز القاتل (د40)، مؤكدة حضورها كنجمة المباراة.

هذا الهدف لم يكن مجرد هدف فوز، بل لحظة تاريخية كتبت أولى صفحات كأس أمم إفريقيا للسيدات داخل القاعة.

نقاط القوة والضعف

  • نقاط القوة: أظهر المنتخب المغربي روحًا قتالية وتماسكًا نفسيًا، خاصة بعد التأخر بهدفين. الفعالية الهجومية في الشوط الثاني، بقيادة ياسمين دامراوي، كانت حاسمة، مع توزيع متوازن للأدوار بين اللاعبات. الدعم الجماهيري لعب دورًا كبيرًا في رفع الروح المعنوية.
  • نقاط الضعف: الارتباك الدفاعي في بداية المباراة سمح لتنزانيا بتسجيل هدفين مبكرين، مما يكشف الحاجة إلى مزيد من التنظيم في الخط الخلفي. كما أن التسرع في بعض الهجمات في الشوط الأول قلل من فعالية الفريق.

تصريحات وردود فعل

أكد المدرب عادل سايح أن “روح الفريق” حسمت المباراة، مشيدًا بشخصية لاعباته أمام منتخب تنزاني “شرس”. وأعرب عن فخره برفع العلم المغربي، مشيرًا إلى التحضيرات المقبلة لكأس العالم. ياسمين دامراوي، التي اختيرت أفضل لاعبة في البطولة، قالت: “آمنا بأنفسنا حتى النهاية، ولم نستسلم”. ووجهت اللاعبات شكرهن للجمهور الذي دعمهن بقوة.

تتويج يعزز مكانة المغرب

شهد حفل التتويج حضور شخصيات بارزة، منها وزير التربية الوطنية والرياضة محمد سعد برادة، رئيس الكاف باتريس موتسيبي، ورئيس الجامعة الملكية فوزي لقجع، الذين سلموا الكأس للبؤات الأطلس.

هذا اللقب يعكس التطور الكبير لكرة القدم النسوية بالمغرب، ويضع لبؤات الأطلس في صدارة الفرق القارية، مع آفاق واعدة للتألق عالميًا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى