كواليس النفاق: عناق المعارضة بالسلطة أو حنان رحاب تذوب في أحضان أخنوش… يا للحسرة على اليسار الذي يبيع روحه قبل الانتخابات!

الدارالبيضاء 19 اكتوبر 2025

في مشهد يشبه مسرحية كوميدية سوداء، شهد المؤتمر الـ12 لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية – ذلك الحزب الذي يدعي الدفاع عن “الإصلاح العميق” – لحظة “ودية” تكشف عن هشاشة المبادئ اليسارية في وجه دفء السلطة. تخيلوا: حنان رحاب، العضوة في المكتب السياسي لحزب الجماهير الشعبية (أو الاتحادي كما يُفضل التسمية الرسمية)، تلك الصحفية “التي لا يشق لها غبار” بشهادة الإعلامي المخضرم مصطفى العياش الذي خبر الإعلام أكثر من 40 عاماً، تندفع في عناق حار مع رئيس الحكومة عزيز أخنوش. نعم، أخنوش نفسه، ذلك الرجل الذي يُدار به الحكم منذ 2021، وستنتهي ولايته المُثيرة للجدل في 2026، مع اقتراب الانتخابات كالسيف المسلط على رقاب الجميع.

رسميا يمكن القول ان هذا العناق “يعبر عن روح التآزر والتواصل الحقيقي بين قيادات الحزب والمسؤولين الحكوميين“، و”يعكس الانسجام السياسي والالتزام المشترك بأهداف الحزب وبرنامجه الإصلاحي العميق“. يا للعجب! أي تآزر هذا الذي يجمع بين معارضة تُفترض أنها “لا يشق لها غبار” وبين حكومة اتهمت مراراً بـ”تضارب المصالح” و”دولة الدالولة“، كما يصفها النقاد؟

أليس هذا العناق مجرد استعراض عضلات قبل الانتخابات، حيث يبحث اليسار عن مأوى في حضن الحاكم، خوفاً من الرياح العاتية التي تهبّ على البرلمان في 2026؟

حنان رحاب، التي أكدت في حوارات سابقة دعوتها لـ”انتفاضة نسائية” وتغيير مدونة الأسرة، ودعت مكونات اليسار إلى “التفكير الفدرالي” لمواجهة التحديات، تظهر اليوم كرمز للتناقض. كانت في السابق تُنتقد الحكومة في البرلمان، تتحدث عن “الإصلاح الذي يتطلب رؤية شاملة“، لكن اليوم، في مؤتمر حزبها، تتحول إلى “صديقة” أخنوش، الذي يُتهم بـ”سقوط الساحر” و”نهاية ولاية فاشلة“، كما يُشاع في الدوائر السياسية.

يا حسرتاه! يا للحسرة على معارضة تُدعى “الاتحاد الاشتراكي“، لكنها تذوب في الواقع أمام بريق السلطة. أين ذهبت الروح اليسارية التي كانت تنتقد “الأصولية” وتدافع عن “القيم اليسارية“؟ هل هذا “التواصل الحقيقي“، أم مجرد صفقة تحت الطاولة لضمان مقاعد في الانتخابات المقبلة، بينما يُتوقع أن يبرز حزب الاستقلال كمنافس قوي، مستفيداً من “عدم تورط” وزرائه؟

في الواقع، هذا المشهد ليس سوى فصل آخر في مسلسل “المعارضة الودية“، حيث يُصبح الخصم صديقاً عندما تقترب نهاية الولاية.

أخنوش، الذي أكد أن 2026 ستشهد “تسريع تنفيذ المشاريع الاستراتيجية“، يجد اليوم في رحاب واصدقائها “حلفاء” مفاجئين لتلميع صورته قبل الرحيل. أما الاتحاد الاشتراكي، فهو يُقدم نفسه كحزب “الأطر والتواصل والنضال المستمر“، لكنه في الحقيقة يُقدم تنازلاً مُرّاً عن دوره كمعارضة حقيقية. يا للأسف!

إذا كان هذا هو “البرنامج الإصلاحي العميق“، فما الذي يبقى للشعب المغربي سوى الانتظار لانتخابات 2026، حيث قد يُكتشف أن العناق كان مجرد وهم، وأن الحسرة الحقيقية ستكون على الديمقراطية نفسها.

هل يُدرك أعضاء الاتحاد أن هذا العناق قد يُكلفهم مصداقيتهم أمام ناخبيهم الذين ينتظرون نقداً حقيقياً لا عناقاً حارّاً؟

الوقت وحده سيُجيب، لكن الشكوك تلوح في الأفق، ومعها رياح التغيير التي قد تجرف الجميع.

كواليس النفاق: عناق المعارضة بالسلطة أو حنان رحاب تذوب في أحضان أخنوش… يا للحسرة على اليسار الذي يبيع روحه قبل الانتخابات!插图

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!