قافلة التوعية بالعنف الرقمي ضد النساء والفتيات تتواصل بوجدة

في محطتها العاشرة، حطت القافلة الوطنية لمناهضة العنف الرقمي ضد النساء والفتيات، أمس الاثنين بمدينة وجدة، رحالها ضمن جولة تستهدف مختلف جهات المملكة تحت شعار “العنف الرقمي ضد النساء والفتيات.. جائحة رقمية صامتة”.
وتشكل هذه المبادرة، التي يشرف على تنظيمها المجلس الوطني لحقوق الإنسان، محطة جديدة لإثارة الانتباه إلى المخاطر المتنامية للعنف الممارس في الفضاء الرقمي، وما يخلفه من آثار نفسية واجتماعية عميقة.
وتسعى هذه المحطة الى فتح فضاءات للنقاش والإنصات والتفاعل المباشر مع المواطنات والمواطنين، قصد التعريف بمخاطر العنف الرقمي الذي تضاعف انتشاره بفعل التطور السريع لوسائل التواصل الاجتماعي.
كما تشكل المناسبة فرصة لتقريب فئات واسعة، خاصة الشباب، من المعطيات القانونية والمساطر المتاحة، ولتشجيع الضحايا على التبليغ باعتباره خطوة أساسية لضمان الإنصاف ووضع حد للإفلات من العقاب.
وتعمل القافلة على نشر ثقافة الوقاية الرقمية عبر 36 فضاء للتوعية والتحسيس موزعة على الجامعات والفضاءات العمومية بمختلف المدن.
وانطلقت المبادرة من مدينة الداخلة قبل أن تجوب عددا من الحواضر، من بينها العيون وأكادير وبني ملال والدار البيضاء وفاس، لتصل إلى وجدة في سياق تفاعل واسع مع ساكنة جهة الشرق.

وأوضح المشرفون أن الفضاء الرقمي، على الرغم من كونه مجالا للتواصل والتعبير، قد يتحول إلى بيئة تُمارس فيها مختلف أشكال التحرش والابتزاز وخطاب الكراهية، مما يفرض تعزيز الوعي الجماعي بخطورة هذه السلوكات، لاسيما في ظل الانتشار الواسع للاستخدام اليومي للهواتف الذكية والأنترنت.
وأكد خالد بنعمر، إطار باللجنة الجهوية لحقوق الإنسان بجهة الشرق، في تصريح للصحافة، أن هذه القافلة تأتي استجابة لتفاقم هذا النوع من العنف الذي يوصف بـ”الصامت” نظرا لكون آثاره لا تظهر بشكل فوري، ولعدم حصوله بعد على ما يستحق من اهتمام مؤسساتي ومجتمعي.
وأبرز أن العنف الرقمي يمس بحقوق النساء والفتيات، وغالبا ما يُرتكب من قبل أشخاص لا يدركون خطورة تبعاته أو العقوبات القانونية المترتبة عنه.
وأضاف المتحدث أن الهدف الأساس للقافلة يتمثل في تسليط الضوء على هذا العنف غير المرئي، وتنبيه المجتمع إلى كونه جائحة “عابرة للحدود” تمس مختلف الفئات الاجتماعية في الوسطين الحضري والقروي، مؤكدا أن التفاعل المباشر مع المواطنين والشباب يشكل وسيلة فعالة لترسيخ الوعي بالاستخدام الآمن للتكنولوجيا.
وأشار بنعمر إلى أن البرنامج التحسيسي يتضمن التعريف بآليات التبليغ والمساطر القانونية المتاحة أمام الضحايا، إلى جانب إبراز سبل الوقاية من مختلف أشكال العنف الرقمي، مؤكدا أن التبليغ وعدم السكوت يشكلان مدخلا أساسيا للحد من هذه الظاهرة وصون كرامة النساء والفتيات.









