قائد صندوق التفاح يقع ضحية الكاميرات

العميد حسن المولوع
أعلم أن محاولة إظهار الحقيقة بخصوص القائد الذي اشتهر بصندوق التفاح ، مجازفة ستخرج الذباب الإلكتروني من مكانه ليسب بأوسخ السباب ، وأعلم أيضا أن نشر الوعي لدى المواطنين بخصوص ذات القضية أمر في غاية الصعوبة والتعقيد نظرا لما قام به الذباب من شحن وغسل الأدمغة للناس ليحولهم إلى عقلية القطيع ويقوموا بترديد لازمة “ولو طارت معزة” .
لقد أصبحت الغالبية العظمى تتكلم بدون دليل، مستندة على شريط فيديو مبتور ، بتر الحقيقة وجعل القائد عبد الله في فم المدفع ، ليعتلي عرش الطوندونس المغربي ويتحول إلى مادة دسمة، فتحت النقاش على مواقع التواصل الإجتماعي ، وياليته كان نقاشا مفيدا يفيد الناس في حياتهم اليومية ويستند على الحقيقة كما هي ، بل يستند على الكذب وترويج المغالطات ، وذلك بغية الإساءة، ليس للقائد وحده بل الإساءة لأم الوزارات وهي وزارة الداخلية ، وذلك حينما انزعج من يحرك الذباب الإلكتروني بالمجهودات التي قامت وتقوم بها هاته الوزارة خلال فترة انتشار وباء كورونا وماصاحبه من إجراءات احترازية ناجحة إلى حد الآن .
إن صناعة قصة صندوق التفاح التي كان ضحيتها القائد عبد الله والحملة المسعورة التي صاحبتها ليست بالبريئة ، وملاحظة واحدة تكفي لإزالة رداء البراءة عن هاته الحملة الشرسة ، تجعلنا نقوم بتحليل الوضع ، حيث أن الذباب الإلكتروني الذي يهاجم الآن القائد هو نفسه الذي كان يدافع عن الفايد الذي تلقى هجوما من مخالفيه ، ومن أجل أن يحمي الذباب الفايد ، حول الأنظار إلى القائد وصنع قصة صندوق التفاح/ الليمون ، ونسي الجميع الحكاية التي سبقت بمجرد ظهور حكاية صندوق التفاح الذي اعترفت صاحبته أنه ليمون (حامض) ،لكن عموم الناس يقولون العكس على طريقة (ولو طارت معزة).
الغريب في الأمر أن قصة القائد عبد الله ظهرت مباشرة بعدما أصدرت وزارة الداخلية بلاغا بخصوص فترة رمضان والذي استثنى خروج الصحافيين والصحافيات الذين لا ينتمون إلى مؤسسات الإعلام العمومي والإذاعات الخاصة ، الشيء الذي لقي استنكار واستهجانا من طرف الجسم الصحفي ، ما يجعلنا نضع علامة استفهام كبيرة ، هل من يحرك الذباب الإلكتروني الآن قام بذلك بسبب البلاغ المذكور ، وبالتالي فهذا يعتبر حربا خفية بين من يحرك اللعبة لأنه لم يستطع اصدار أي بلاغ عن طريق المؤسسة التي يرأسها ، وبين وزارة الداخلية ؟ يبقى هذا مجرد تساؤل دون توجيه الإتهام لأي جهة .
الغريب أيضا أن هاته الحملة الشرسة جاءت بعد توثر العلاقات بين المغرب والإمارات ، ونحن نعلم أن الإمارات لها ذباب إلكتروني نشيط وبارع في خلق مثل هاته القصص ، ووجدها فرصة لضرب أم الوزارات بحكاية صندوق التفاح .واللافت للنظر أن حكاية القائد وصندوق التفاح تم تحويلها إلى صور هزلية وإرفاقها بعبارة ” آدم خرج من الجنة بسبب تفاحة والقائد سيخرج من الداخلية بسبب صندوق التفاح “، وهاته العبارة ليست بريئة وتنطوي على نفحة إيديولوجية تجعلنا نشك في كون أن الذباب الإلكتروني يحركه فصيل معين له نفس إيديولوجية الفايد وله عداء مستمر مع وزارة الداخلية التي كان يتهمها دائما بتزوير الإنتخابات (…)
إنني وأنا أتحدث عن القائد عبد الله ليس بصفته رجلا يشتغل ضمن الداخلية ، بل بصفته انسانا يشترك معنا في المواطنة والدم المغربي ، فعيب أن يرمى عليه الباطل بواسطة فيديو مبتور لا يتضمن الحقيقة ،فلا أحد استطاع لحدود الآن أن يؤكد أنه قام بحمل الصندوق إلى سيارته ، وكان بإمكانه أن يصادر البضاعة باكملها وهذا يدخل في نطاق عمله واختصاصه ، ولكن رأفة بأصحابها فإنه فرض عليهم إدخالها إلى بيتهم فقط .
معلوم أن هناك حقد قديم على رجال السلطة مهما حاولوا تحسين صورهم ، لأن الصورة القديمة مازالت متجدرة في العقول ويصعب طمسها بين عشية وضحاها ، لكن هذا لا يعني أن يتم رميهم بالباطل وخصوصا ونحن في شهر فضيل أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان .