فوضى ومشادات تعصف بندوة صحفية لتقييم موسم مولاي عبد الله بالجديدة: خلافات بين مهنيين ومراسلين

الجديدة، المرأة Almaraa TV
تحولت ندوة صحفية كانت مخصصة لتقييم موسم مولاي عبد الله الأخير في مدينة الجديدة، والتي أقامها رئيس الجماعة، إلى ساحة لمشادة كلامية حادة وفوضى عارمة، مما أدى إلى تعليقها قبل تحقيق غرضها الأساسي. حيث شهد اللقاء انقساماً وخلافاً بين فئتي الصحفيين المهنيين والمراسلين، كاشفاً عن توترات عميقة داخل الوسط الإعلامي بالمنطقة.
بداية المشادات ونيران الخلاف سرعان ما تصاعد التوتر في القاعة، ليتحول النقاش حول إنجازات الموسم إلى جدل صاخب حول قضايا تنظيمية ومهنية. سُمعت اتهامات متبادلة وصيحات تدعو للهدوء، حيث طالب أحد الحاضرين بالصمت قائلاً: “اسكت اصاحبي راسك اصاحبي معه اصاحبي 25 عام هنا وجي دابا اليوم 25 عام في الصحافه”. وعبر آخر عن استيائه من سلوك البعض، مؤكداً أن “اللي مقدمين اللايفات والله لا يشرف لا يشرف الناس الصحفيين” . بينما رد البعض بالقول: “ما تقولش سير بحالك…. ومن بعد غ النقاشو… ما تقولشي سير بحالك تاناقشو دابا قضية 1000 درهم ديال الغطية”.
جذور الأزمة: مال وتنظيم واعتراف كشفت المشادات عن أسباب عميقة للتوتر. تطرق أحد المتحدثين، الذي يبدو أنه مراسل، إلى مشاكل مادية ومعيشية، مشيراً إلى خفض قيمة ما يتلقونه، المعروف بـ “البانيير”، من 8000 درهم إلى 1000 درهم، عليها الشان… مع وجود “شروط تعزيزية” حيث اصبحنا غير قادرين للحصول عليها كمراسلين.
كما طالب احد المراسلين من الصحفيين المهنيين احترام انفسهم وترك الساحة للمراسلين الذين يتواجدون يوميا في الساحة…. قبل يدخل في جدال مع المهنيين والطلب منهم ترك الساحة.
من جانبه، حاول المتحدث الرئيسي، رئيس الجماعة ،شرح الأبعاد التنظيمية للخلاف، موضحاً أن مشكلة تنظيم شؤون الصحافة تعود إلى عامين مضيا. ففي تلك الفترة، طلب الصحفيون أنفسهم تنظيم شؤونهم بأنفسهم وشكلوا لجنة لهذا الغرض. وأكد المتحدث: “الناس قالوا بغينا نضموا روسنا برؤسنا… ها دابا واش ينظموا روسهم بروسهم ولا رجعوا ما كنا حنا قبل ما كنا را كان اي صحفي كيجي را واضحين” . مشدداً على أن “حنا مادايرينش شي واحد ينظمنا حنا تنظموا روسنا”.
كما برزت شكاوى من المراسلين الذين أكدوا أنهم يعملون يومياً ويسجلون دون الحصول على أي مقابل، قائلين: “يوميا كنسجوا واخدين والو”. وطالبوا باحترام قانون الصحافة والتفريق بين “المراسلين” و “المهنيين أصحاب الاختصاص”.
موقف المتحدث الرسمي: نأي بالنفس وتهديد بالانسحاب في خضم الفوضى، حاول المتحدث الرئيسي النأي بنفسه عن تفاصيل الخلافات الداخلية بين الصحفيين. صرح بوضوح: “أنا ما عارف والو ما في خباري والو” بخصوص المشاكل القائمة، سواء المتعلقة بالعام الماضي أو الحالي. وأصر على أن “هذا الشق بيناتكم” و “أنا ما كندخلش في هذا الشق هذا”، مؤكداً أن دوره ينحصر في تقييم الموسم وليس التدخل في شؤون المهنة الداخلية.
مع تصاعد التوتر، هدد المتحدث بالانسحاب قائلاً: “ما عجبنيش الحال نساحب“. وأوضح أنه جاء من أجل ندوة صحفية لتقييم الموسم، وليس للتدخل في “أمور مهنية” بين الصحفيين، مؤكداً أن “هذوك اخوان مهنيين شغلهم هذاكشي بيناتهم”. وختم حديثه بالتأكيد على أنه لن يعود إلا “ملي غادي تقاد الاجواء”.
نداءات للاحترافية و مستقبل غامض وسط الجدل، سُمعت نداءات متكررة للهدوء والاحترام والالتزام بقوانين المهنة . لكن الندوة انتهت بتوقف النقاش حول الهدف الأساسي منها، وهو تقييم موسم مولاي عبد الله، لتترك وراءها تساؤلات حول مستقبل تنظيم العمل الصحفي والإعلامي في المنطقة.
تعكس هذه الحادثة الحاجة الملحة إلى حوار بناء ووضع آليات واضحة لتنظيم العلاقة بين مختلف أطراف المشهد الإعلامي، وتحديد أدوار ومسؤوليات كل طرف لضمان سير العمل الصحفي في إطار مهني ومحترم.