فوز المرشح القومي في الانتخابات الرئاسية البولندية: تحول سياسي يثير الجدل

وارسو – 1 يونيو 2025
شهدت بولندا تحولاً سياسياً بارزاً مع إعلان فوز المرشح القومي المحافظ كارول ناوروتسكي في الانتخابات الرئاسية، متغلباً على منافسه المؤيد للاتحاد الأوروبي، رافال تشاسكوفسكي، وفقاً للنتائج النهائية التي أصدرتها لجنة الانتخابات الوطنية.
وأظهرت البيانات الرسمية، التي نقلتها قناة TVP Info، أن ناوروتسكي، المؤرخ البالغ من العمر 42 عاماً والمعجب بالرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، حصل على 50.89% من الأصوات، مقابل 49.11% لتشاسكوفسكي، رئيس بلدية وارسو البالغ من العمر 53 عاماً والحليف البارز للحكومة الوسطية بقيادة دونالد توسك. ومن المتوقع أن تعلن لجنة الانتخابات النتائج الرسمية لاحقاً اليوم.
جاءت هذه النتيجة مفاجئة بعد أن أشارت استطلاعات الرأي الأولية، التي أجريت عقب إغلاق مراكز الاقتراع مساء الأحد، إلى تقدم طفيف لتشاسكوفسكي بنسبة 50.3%. لكن الأوضاع انقلبت مع تقدم عمليات الفرز خلال الليل، حيث أظهرت الاستطلاعات اللاحقة تفوق ناوروتسكي بنسبة 51% مقابل 49% لمنافسه.
وشهدت الانتخابات إقبالاً شعبياً كبيراً، حيث بلغت نسبة المشاركة 71.63%، وهي الأعلى مقارنة بنسبة 68.17% المسجلة في انتخابات 2020 الرئاسية، مما يعكس الاستقطاب السياسي الحاد في البلاد.
تداعيات سياسية داخلية وخارجية يُتوقع أن يشكل فوز ناوروتسكي، المعروف بمواقفه القومية وانتقاداته لسياسات الاتحاد الأوروبي، تحدياً كبيراً لبرنامج حكومة توسك، خاصة في قضايا حساسة مثل الإجهاض وحقوق المثليين. كما قد يعيد هذا الفوز إشعال التوترات مع بروكسل حول مسائل سيادة القانون، التي كانت مصدر خلاف بين بولندا والاتحاد الأوروبي في السنوات الأخيرة.
على الصعيد الخارجي، يثير فوز ناوروتسكي مخاوف بشأن العلاقات مع أوكرانيا، حيث يُعرف المرشح القومي بانتقاده لخطط كييف للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو، فضلاً عن دعوته لخفض المساعدات المقدمة للاجئين الأوكرانيين في بولندا.
استقطاب سياسي ومستقبل غامض يعكس هذا الفوز الانقسام العميق في المجتمع البولندي بين التيار القومي المحافظ والتيار المؤيد للتكامل الأوروبي. ومع تولي ناوروتسكي منصب الرئاسة، تتجه الأنظار نحو كيفية تعامله مع التحديات الداخلية والخارجية، وما إذا كان سيتمكن من تحقيق توازن بين أجندته القومية ومتطلبات التعاون مع الاتحاد الأوروبي.
تظل بولندا، إحدى الدول المحورية في أوروبا الشرقية، على مفترق طرق سياسي، حيث ستحدد السنوات القادمة طبيعة دورها في المشهد الأوروبي والدولي.