غزة تستفيق من تحت الركام: صرخة حياة بعد صمت الحرب

تنهض غزة في اليوم التالي للحرب على أنقاضها، مدينةً مثخنة بالجراح، محاطة برائحة البارود وغبار الركام.
المشهد صادم: مبانٍ مهدّمة، طرقات مقطوعة، ومستشفيات تعمل بما تبقّى من أجهزة وأدوية.
السكان الذين نجوا من الموت يواجهون معركة جديدة من أجل البقاء، وسط انقطاع الكهرباء، وانعدام المياه الصالحة للشرب، ونقص حاد في المواد الغذائية.

كارثة إنسانية غير مسبوقة

تعيش غزة واحدة من أسوأ أزماتها الإنسانية في العقود الأخيرة. آلاف العائلات أصبحت بلا مأوى، وأحياء كاملة تحولت إلى أنقاض.

الأطفال يعانون من الصدمات النفسية، والنساء وكبار السن يعيشون تحت ظروف قاسية في مخيمات مؤقتة تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة.
في المقابل، تكافح الطواقم الطبية لتقديم المساعدة رغم انعدام الأدوية والمعدات، بينما المستشفيات تستقبل أعداداً تفوق طاقتها بأضعاف.

تحديات فورية بعد الحرب

المشهد العام يفرض مجموعة من الأولويات الإنسانية العاجلة، من بينها:

1 ــ الإغاثة الطارئة: توفير الغذاء والمياه والأدوية للناجين.

2 ــ الإيواء المؤقت: إقامة مراكز لاستقبال العائلات المتضررة وضمان حاجاتها الأساسية.

3 ــ الدعم الطبي والنفسي: تفعيل المستشفيات المتضررة وتقديم علاج نفسي لضحايا الصدمات.

4 ــ عمليات البحث والإنقاذ: استمرار جهود العثور على المفقودين وانتشال الجثث من تحت الأنقاض.

5 ــ إصلاح البنية التحتية: إعادة تشغيل شبكات المياه والكهرباء والاتصالات لضمان الحد الأدنى من الاستقرار.

الاحتياجات الضرورية لما بعد الحرب

1 ــ خطة إعادة إعمار شاملة

تتطلب غزة خطة وطنية متكاملة لإعادة بناء المرافق المدمّرة، بإشراف محلي ودعم دولي يضمن الشفافية والإنصاف في التنفيذ.

2 ــ دعم اقتصادي ومعيشي

فقد آلاف السكان وظائفهم ومصادر رزقهم، ما يستدعي إطلاق برامج دعم مالي وتشغيلية عاجلة لإعادة دوران الاقتصاد المحلي.

3 ــ مصالحة مجتمعية

تحتاج غزة إلى جهود كبيرة لترميم النسيج الاجتماعي المتضرر من الحرب، وإحياء روح التضامن والتعاون بين السكان.

4 ــ النهوض بقطاع التعليم

إعادة تأهيل المدارس المتضررة وتوفير الدعم النفسي والتربوي للأطفال يمثلان خطوة أساسية لعودة الحياة إلى طبيعتها.

5 ــ تمكين المؤسسات المحلية

إعادة تفعيل البلديات والمؤسسات الإدارية والخدمية ضرورة لإدارة المرحلة المقبلة بكفاءة ومصداقية.

6 ــ العدالة والمحاسبة

توثيق الانتهاكات الإنسانية ومحاسبة المسؤولين عنها خطوة محورية لضمان العدالة ومنع تكرار المأساة مستقبلاً.

غزة… الأمل من تحت الرماد

رغم كل ما لحق بها من دمار، لا تزال غزة تنبض بالحياة.
من بين الركام، يرفع الأطفالو عيونهم نحو السماء، بحثًا عن فجرٍ جديدٍ يعيد للمدينة المكلومة حقها في الأمان والكرامة.
إنها ليست فقط معركة الإعمار، بل معركة الإنسان في مواجهة اليأس… وصوت الحياة في وجه الحرب.