ورشة صناعة الفيلم الوثائقي: طلبة الإعلام ينتقلون من النظرية إلى الفن الرقمي

في خطوة تعكس التزامها بربط الفضاء الأكاديمي بحاجات سوق العمل الإعلامي الحديث، نظمت شعبة علوم الإعلام والتواصل الاستراتيجي، بتنسيق مع ماستر الصحافة والإعلام الرقمي، ورشة عملية مكثفة حول “صناعة الفيلم الوثائقي“، استهدفت طلبة الصحافة والإعلام الرقمي على وجه الخصوص.
جاءت الورشة، كجزء من سلسلة الأنشطة التكوينية الهادفة إلى تمكين الطلبة من أدوات العصر الرقمي، لا كمستهلكين فحسب، بل كصانعين محتملين لمحتوى بصري مؤثر. وركزت على تقديم رحلة شاملة تبدأ من اللحظة الأولى لتولد الفكرة، مرورًا بمراحل البحث والتحضير والتخطيط للتصوير، وصولاً إلى عمليات المونتاج والإخراج النهائي، التي تمنح الفيلم روحه وشكله النهائي.
أدارت دفة هذه الرحلة الإبداعية الصحفية والإعلامية المخضرمة الدكتورة خديجة المداح، التي حضرت الورشة بخبرتها الأكاديمية الواسعة وتجربتها الميدانية الثرية في مجال الإنتاج السمعي البصري. واعتمدت المداح مقاربة تفاعلية تشاركية، مزجت فيها الشرح النظري بالتطبيقات العملية المباشرة، مما سمح للمشاركين بلمس تفاصيل العمل الوثائقي عن كثب، وفهم تحول الفكرة المجردة إلى قصة مرئية مؤثرة.
وقد سلطت الورشة الضوء بشكل خاص على تقنيات السرد البصري التي تخدم الوثائقي ذي البُعد الإنساني والمجتمعي، وكيفية اختيار الزوايا، وإدارة الحوارات، واستخدام الصوت والموسيقى لتعزيز المشاعر وإيصال الرسالة. كما ناقشت التحديات الأخلاقية والمهنية التي تواجه صانع الأفلام الوثائقية، وأهمية الدقة والموضوعية والاحترام عند التعامل مع قصص الناس وواقعهم.
وعبر الطلبة المشاركون عن حماسهم الكبير للدورة، مؤكدين أنها نقلتهم من مرحلة المشاهدة إلى فهم آلية الصنع. وقال أحد المشاركين، الطالب اسماعيل مرسلي : “الورشة لم تكن مجرد تدريب تقني، بل كانت رحلة اكتشاف لذاتنا كرواة للقصص. لقد فهمنا كيف يمكن للكاميرا أن تكون أداة للتغيير والإضاءة على قضايا مهمة في محيطنا“.
من جهتها، أشارت الدكتورة خديجة المداح، من خلال خاتمتها للورشة، أن “الفيلم الوثائقي اليوم هو أحد أقوى أدوات التواصل والتأثير في الرأي العام الرقمي. تمكين الطلبة من هذه الأدوات ليس ترفاً أكاديمياً، بل استثمار في مستقبل إعلامي أكثر عمقاً ومسؤولية“.
يأتي هذا النشاط في إطار سلسلة من المبادرات التي تطلقها الشعبة والماستر لمواكبة التحولات المتسارعة في المشهد الإعلامي العالمي، وخلق جيل جديد من الإعلاميين القادرين على توظيف التقنيات الرقمية لإنتاج محتوى هادف، جذاب، وملتزم بقيم الصحافة الحقيقية.
وبهذا، لا تكتفي الورشة بتعليم مهارات تقنية، بل تُشعل شرارة الإبداع، وتفتح نافذة جديدة أمام الطلبة لرؤية العالم من خلال عدسة مختلفة، عدسة تخلط بين دقة الواقع وجمالية الفن، سعياً لإنتاج وثائقيات تترك أثراً في العقل والقلب معاً.








