عمال النظافة ببني درار: أربعة أشهر من التضحية بلا أجر والسكين يصل العظم

سعيد الحبشي

تشهد مدينة بني درار وضعاً مأساوياً ومقلقاً للغاية، حيث يخوض عمال النظافة وقفة احتجاجية للمطالبة بأجورهم المتأخرة، التي بلغت أربعة أشهر كاملة دون صرف. هذا الوضع يُعد وصمة عار على جميع الأطراف المعنية، سواء كانت سلطات محلية أو مجالس جماعية .

المعاناة اليومية للعمال وأسرهم:
يعيش هؤلاء العمال ظروفاً إنسانية قاسية للغاية. فمع تأخر أجورهم لمدة أربعة أشهر، يواجهون صعوبة بالغة في توفير الحاجيات الأساسية والحيوية لأسرهم . لقد اضطر العديد منهم إلى اللجوء للديون من محلات البقالة والخضروات، وتراكمت هذه الديون بشكل لم يعد يسمح لهم بالصبر أكثر. تفاقمت هذه المعاناة مع حلول فترة الدخول المدرسي، التي تتطلب شراء اللوازم المدرسية لأبنائهم، متسائلين من أين سيأتون بالمال لتلبية هذه الاحتياجات الضرورية . هذه الوضعية المأساوية تؤثر على المستويين النفسي والاجتماعي، ليس فقط على العمال أنفسهم ولكن على أسرهم وأولادهم أيضاً . وعلى الرغم من هذه الظروف الصعبة، يؤكد ممثلوهم أن العمال لا يرغبون إلا في مباشرة عملهم بشكل منتظم وبكامل المسؤولية والالتزام، حيث كانوا دائماً يؤدون واجبهم بتفانٍ .

موقف الاتحاد والمطالب الرئيسية:
يُعرب الاتحاد الكونفدرالي الإقليمي عن تضامنه الكامل مع العمال، مؤكداً أنه معهم في خندق واحد من أجل حقوقهم المشروعة . ورغم تفهم الاتحاد للظروف والأوضاع وصبره الطويل، إلا أن الأمور وصلت إلى حد لا يمكن معه الاستمرار في الصبر .

وقد بلغ الاتحاد أن المجلس الجماعي يتجه نحو فسخ العقد مع الشركة السابقة، “شركة أوزون بون” . وفي هذا الصدد، وجه الاتحاد تنبيهات وتحذيرات هامة بخصوص أي تعاقد جديد، مطالباً بأن يتم في أقرب الآجال، وألا يمس بحقوق العمال . كما يؤكد على ضرورة أن يأخذ أي تعاقد جديد في الاعتبار الحقوق الكاملة للعمال، سواء كانوا رسميين أو مؤقتين . ويشدد على ضرورة:

  • ضمان تثبيت العمال المؤقتين .
  • توفير جميع وسائل السلامة والصحة المهنية .
  • توفير آليات جديدة تمكنهم من أداء عملهم بكفاءة وسلامة، وذلك بخلاف ما حدث في الفترة الأخيرة حيث اضطر العمال إلى رفع حاويات يفترض أن ترفعها الآليات .

تدهور الوضع البيئي والنداء للسكان والمسؤولين:
نتيجة لتخلي العمال عن عملهم، امتلأت بني درار بالحاويات والقمامة المتراكمة، وانتشرت الروائح الكريهة، مما يمثل خطراً صحياً كبيراً على الساكنة، خاصة الأطفال، في ظل ارتفاع درجات الحرارة .

يوجه الاتحاد نداءً للمجلس الجماعي وللسلطات المحلية والإقليمية، بما في ذلك عمالة وجدة أنكاد والمديرية الجهوية للشغل، لتحمل مسؤولياتهم الكاملة . ويطالبون المجلس بدعم العمال اجتماعياً، خاصة فيما يتعلق باللوازم المدرسية لأبنائهم، معتبرين أن هؤلاء العمال هم أولى بأي دعم اجتماعي حقيقي .

ويؤكد الاتحاد أن أي تعاقد جديد يمس حقوق العمال الرسميين أو المؤقتين سيواجه بالتصدي والنضال المستمر . وختاماً، يوجه الاتحاد تحية نضالية للعمال ويؤكد لهم استمراره في النضال معهم، مع دعوة لساكنة بني درار لتفهم وضع العمال الذين لا يمكنهم العمل بأي نفسية بعد أربعة أشهر بلا أجر، مشدداً على أن الوضع “السكين وصل العظم”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!