“طفلة المجاعة”

عزالدين عبد الكريم عماري.

هل كان المصور الصحافي “كيفين كارتر” يعتقد أن إلتقاطه لصورة الطفلة المنهكة وخلفها النسر ينتظر نهايتها لينهش جتثها ستكون محط كل ذاك الجدل.

أثار إلتقاط الصورة أسئلة عديدة:
هل الصورة حقيقية أم مفبركة ؟.
هل إلتقاط مثل هذه الصور المأساوية لا يساءل الضمير المهني ؟.

هل أنقذ المصور الصحافي الطفلة أم تركها لقدرها واكتفى بالتباهي بهذا العرض ؟.

وجهت انتقاذات لصحيفة ” نيوروك تايمز ” ذات الصيت العالمي سنة 1993 بعد نشرها للصورة التي أطلق عليها “طفلة المجاعة” أو ” الطفلة والنسر “.

ولد “كيفين كارتر” عام 1960 في جوهانسبرغ بجنوب إفريقيا، لأبوين من البيض الليبراليين ينتميان للطبقة المتوسطة.

نشأ كيفن في بيئة منزلية تحمل مشاعر تعاطف إنساني ضد “الأبارتايد”، تعاطف مع السود الذين كانوا يعانون عنصرية قاتلة في تلك الفترة.

كان “كارتر” يتساءل بتعجب عن عدم احتجاج البيض على مظاهر البطش التي كان يتعرض له السود من قبل الشرطة ولأتفه الأسباب.

كانت الشرطة تفتش الحي الذي يقطنه “كارتر” بحثا عن السود الذين يتسللون إلى تلك الأحياء، ضد قوانين التمييز العنصري التي تفترض أن يحمل السود “بطاقة مرور” تتيح لهم دخول أحياء البيض.

صوب “كيفن كارتر” زوم كاميراته نحو الطفلة السوداء من قرية ” أيود” جنوب السودان الموحد قبل أن ينهشه هو الاخر قرار انفصال جنوبه عن الشمال.

كانت الطفلة متجهة نحو مركز لتوزيع الإغاثة بسبب مجاعة كارثية اجتاحت المنطقة، وعندما أنهكها التعب ونال منها الجوع توقفت عن الحبو.

في تلك اللحظة ظهر خلفها نسر، كان ينتظر أن تلفظ الطفلة المنهكة أنفاسها لينهش جسدها.

ألتقط المصور الصحافي صورته التي دخلت التاريخ، دون أن تكتمل في الأذهان مشاهد الفصول !!!.

هل اكتفى المصور الصحافي بإلتقاط الصورة أم أنه بعد ذلك منع النسر من عملية نهش الطفلة ودافع عن حقها في موت طبيعي بعيدا عن التنكيل بجتثها من قبل طائر ” وحش “.

لا أحد منا قادر على أن يتخيل أن النسر انقض على جثة الطفلة و لكن الجميع تمنى أن يكون “كيفن كارتر” قد أفشل خطة النسر، وإلا سنكون أمام سؤال “نزاهة الصحافي و نزاهة المصور “.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى