صلاح الدين المنوزي… صوت التجديد داخل الاتحاد الاشتراكي قبل لحظة الحسم في بوزنيقة
تقرير خاص عن هيئة تحرير جريدة "جيل" المصطفى العياش

عشية واحدة فقط تفصل حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية عن افتتاح مؤتمره الوطني ببوزنيقة، يعيش الحزب على وقع انقسام واضح بين أنصار التجديد ودعاة الاستمرارية، في وقت تتجه فيه الأنظار إلى اجتماع المجلس الوطني غدًا الجمعة، الذي قد يشهد إعلان إدريس لشكر ترشحه رسميًا لولاية رابعة على رأس الحزب.
لكن في المقابل، برز اسم الدكتور صلاح الدين المنوزي كأحد أبرز المنافسين على الكتابة الأولى، مدعومًا بتيار واسع من الشباب الاتحادي داخل المغرب وخارجه، يرى فيه «الوجه الجديد القادر على إعادة الروح للحزب واستعادة إشعاعه التاريخي».
المنوزي… مشروع التجديد والقطع مع الجمود
صلاح الدين المنوزي، عضو المجلس الوطني للحزب ومدير مركز للتكوين المهني بفرنسا، حاصل على دكتوراه في الاقتصاد من جامعة السوربون بباريس، أعلن ترشحه عبر صفحته على “فيسبوك”، مؤكّدًا أن خطوته «وفاء لذاكرة الشهداء وتقدير لمسار نضالي طويل»، ومشدّدًا على أن «المرحلة تفرض نهجًا ديمقراطيًا جديدًا ودماءً شابة تفتح آفاق الحزب على المستقبل».
ويؤكد المنوزي أن مشروعه يرتكز على:
ترسيخ الديمقراطية الداخلية وربط المسؤولية بالمحاسبة.
محاربة الريع والانغلاق السياسي.
الانفتاح على الكفاءات داخل الوطن وخارجه.
القطع مع ثقافة الزعامة الفردية واستعادة روح التشاور والعمل الجماعي.
الشباب الاتحادي… رهان المستقبل
تزايدت في الساعات الأخيرة أصوات شبابية اتحادية داخل المغرب والمهجر تدعم صلاح الدين المنوزي، معتبرة أن «الوقت حان لتسليم المشعل لجيل جديد يؤمن بالديمقراطية الحقيقية داخل الحزب».
وفي هذا السياق، عبّرت الشبيبة الاتحادية بفرنسا عن رفضها الصريح لأي محاولة لإعادة تثبيت إدريس لشكر، مشيرة إلى أن «المغرب يحتاج إلى اتحاد حقيقي، لا إلى اتحاد الزعيم الواحد»، مؤكدة أن المنوزي «يمثل الأمل في ولادة مرحلة جديدة».
شباب الحزب – وفق مصادر من داخل التنظيم – اصطفوا بشكل واسع إلى جانب المنوزي، في ما يشبه انتفاضة هادئة ضد منطق التمديد واحتكار القرار السياسي داخل الحزب.
بوزنيقة… نحو محطة مفصلية
ينتظر أن تُفتتح أشغال المؤتمر الوطني غدًا الجمعة ببوزنيقة، بعد اجتماع المجلس الوطني واللجنة التحضيرية، في حدث تنظيمي يُنتظر أن يعرف حضور أكثر من ألف مؤتمر ومؤتمرة من مختلف جهات المملكة.
المؤتمر الذي يستمر إلى غاية الأحد، سيشكل محطة حاسمة في تحديد مستقبل القيادة الاتحادية، خصوصًا في ظل نقاش داخلي محتدم بين تيارين:
تيار يدعو إلى الاستمرارية وولاية رابعة للكاتب الأول الحالي،
وآخر يدافع عن التجديد وضخ دماء جديدة تمثل روح الاتحاد الأصيلة.
المنوزي والاتحاد… بين الوفاء للماضي ورهان المستقبل
يؤكد المنوزي أن الوفاء لرموز الحزب وشهدائه لا يعني الجمود، بل الاستمرار في البناء والتجديد واستعادة الثقة المفقودة بين الحزب والمجتمع.
ويشدد على أن الاتحاد الاشتراكي مطالب اليوم بـ«إعادة بريقه التاريخي كقوة تقدمية فاعلة تعبّر عن نبض الشعب المغربي وتدافع عن قيم الحرية والكرامة».
موقف جريدة جيل
تعلن جريدة جيل أنها ستواكب المؤتمر الوطني للاتحاد الاشتراكي عن قرب، من داخل قاعة المؤتمر ببوزنيقة ومن خارجها، من خلال تغطية مباشرة وحصرية طيلة أيام الجمعة والسبت والأحد، لنقل المداولات، والمواقف، وتصريحات المرشحين.
وتؤكد الجريدة أن الرهان هذه المرة يتجاوز الأسماء، ليصبح اختبارًا حقيقيًا لقدرة الحزب على تجديد ذاته والعودة إلى صدارة المشهد السياسي المغربي.