صداقة روح وشريان إبداع: الشعر السعودي والمغربي يلتقيان في وجدة وفاس

في رحاب المغرب، حيث تلتقي الأرواح بنبض الإبداع، نسجت كلمات الشعراء خيوطًا من نور تربط بين قلبي المملكة العربية السعودية والمملكة المغربية. في ملتقى الشعر السعودي المغربي، الذي احتضنته مدينتا فاس ووجدة، تجمّعت أرواح المبدعين تحت راية “صداقة روح وشريان إبداع“، لتؤكد على عمق الأواصر التاريخية والاجتماعية والثقافية التي تجمع البلدين الشقيقين.

هذا الملتقى، الذي استضافته جامعة محمد الأول في وجدة وجامعة سيدي محمد عبد الله في فاس، كان بمثابة جسر شعري عبر الأزل، يحمل في طياته المحبة والمصاهرة والأخوة الراسخة.

ميسون أبو بكر: صوت الشعر يعانق وجدة

من أرض الحرمين، جاءت الشاعرة والإعلامية ميسون أبو بكر حاملةً قصائد تحكي لغة الروح، لتشارك في أمسيات شعرية أضاءت سماء وجدة وفاس. وصفت وجدة بأنها “عاصمة المساجد“، ثانية إسطنبول في كثرة مناراتها، وأكدت أنها اكتشفت فيها “الوجه الثقافي الشجي“، حيث تعانقت الموسيقى والضيافة والكرم المغربي الأصيل.

كنا نسمع عن وجدة، لكن لقاء أهلها الطيبين وسماع نغماتها جعلنا نعيشها ونحبها“، تقول ميسون بقلب مفعم بالامتنان.

وأضافت أن هذه الأمسيات ليست مجرد شعر، بل هي تأصيل لعلاقة المحبة والمصاهرة بين المملكتين، علاقة “راسخة عبر الأزل“، كما وصفتها.

سعد زهير: قصيدة ترسم جسور الأخوة

ومن ربوع الجزيرة العربية، جاء الشاعر والإعلامي سعد زهير ليشارك في هذا الملتقى، حاملًا أبياتًا تنبض بالشوق للقاء الجمهور المغربي المتذوق. “جئنا لنوصل أشعارنا ومشاريعنا إلى قلوب المغاربة“، يقول سعد، مشيدًا بحسن الاستقبال وكرم الضيافة.

وجه شكره العميق لجامعتي وجدة وفاس، قائلًا: “شكرًا بشراً وشجرًا وحجرًا لأساتذتها ورؤسائها وطلابها“، مؤكدًا أن هذه اللقاءات ليست سوى امتداد لعلاقات تاريخية وطيدة تجمع البلدين، تحمل في طياتها المحبة والأخوة التي لا تُمحى.

علي محمد العريفي: الشعر يروي حكاية الطبيعة والإنسان

أما الشاعر والإعلامي علي محمد العريفي، فقد جال في المغرب بين فاس وإفران ووجدة، التي وصفها بـ”المحطة الرئيسية” لرحلته. “رأينا المغرب طبيعةً وإنسانًا“، يقول العريفي، معبرًا عن سعادته الكبيرة بالتواجد في أرض المغرب الشقيق.

شارك في الأمسيات الشعرية التي خصصت يومها الأول للشعر والأدب، حيث تلاقى الشعر السعودي مع نظيره المغربي في “مسج” إبداعي، كما وصفه، ليبرز التلاقح الثقافي بين البلدين. وأضاف: “هذه اللقاءات تؤصل للأخوة والمحبة“، معربًا عن أمله في أن تتكرر هذه الفعاليات لتعزز الروابط المتينة بين الشعبين.

وجدة وفاس: مدن النور والإبداع

في وجدة، التي أبهرت الشعراء بموسيقاها وفرقتها التي هزت الأرض طولًا وعرضًا، كانت الأمسيات الشعرية تحت عنوان “صداقة روح وشريانو إبداع” بمثابة لوحة فنية تجمع بين الشعر السعودي والمغربي. استضافت جامعة محمد الأول هذه الفعاليات، لتكون شاهدة على تلاقي الأرواح والكلمات.

وفي فاس، التي تحتضن جامعة سيدي محمد عبد الله، كانت الأمسيات امتدادًا لتراث ثقافي عريق، حيث تفاعل الجمهور المغربي المتذوق مع القصائد، معبرًا عن شغفه بالأدب والشعر.

الشعر: شريان الأخوة بين المملكتين

الشعر في هذا الملتقى لم يكن مجرد كلمات، بل كان شريانًا ينبض بروح الصداقة والأخوة. الشعراء السعوديون، ممثلون بميسون أبو بكر وسعد زهير وعلي محمد العريفي، قدموا أبياتهم للجمهور المغربي، فيما تفاعل الشعر المغربي مع نظيره السعودي في حوار إبداعي عميق.

كما أشار العريفي إلى “المسج” بين الشعرين، وهو تلاقٍ يعكس التشابه في الروح والإحساس، رغم اختلاف اللهجات والسياقات. هذا التلاقي، كما وصفته المصادر، هو امتداد لعلاقات تاريخية واجتماعية وسياسية وطيدة، تجسدت في المحبة والمصاهرة التي وصفتها ميسون بأنها “راسخة عبر الأزل“.

كرم المغرب وحفاوة الاستقبال

لم تكن الفعاليات مجرد أمسيات شعرية، بل كانت رحلة إنسانية عانقت فيها القلوب الطبيعة والإنسان. وصف الشعراء المغرب بأنه “الشقيق“، مشيدين بكرم أهله وحسن استقبالهم. “ضيافة أهل وجدة وكرمها“، كما قالت ميسون، و”الحفاوة والتعلق الجميل“، كما أشار العريفي، كانت عنوانًا لتجربة لا تُنسى. وجه الشعراء شكرهم للجامعات المستضيفة، التي فتحت أبوابها لتكون منارة للثقافة والإبداع، ولكل من ساهم في تنظيم هذا الملتقى، من أساتذة وطلاب ومنظمين.

رسالة الشعر: تأصيل المحبة وتقوية الروابط

هذا الملتقى، كما أكد المشاركون، ليس سوى فصل من فصول العلاقة المتينة بين المملكتين. إنه تأصيل للأخوة، وتقوية للمحبة، وامتداد لتاريخ مشترك ينبض بالحياة.

الشعراء السعوديون والمغاربة، بكلماتهم التي تحمل عبق الجزيرة العربية ونسمات المغرب الأصيل، نسجوا لوحة إبداعية تعكس عمق هذه العلاقة.

وكما تمنى المشاركون، فإن مثل هذه اللقاءات ستزيد في المستقبل، لتبقى جسور الشعر تربط بين القلوب، وتظل المملكتان رمزًا للوحدة والمحبة.

ختامًا، في وجدة وفاس، حيث تلاقت الأرواح على إيقاع القصيدة، كتب الشعراء السعوديون والمغاربة فصلًا جديدًا من الإبداع، مؤكدين أن الشعر ليس مجرد كلمات، بل هو شريان ينبض بروح الأخوة، وجسر يعبر الأزمان ليبقى راسخًا في القلوب. فلتستمر هذه اللقاءات، ولتبقَ “صداقة روح وشريان و إبداع” شعارًا يضيء دروب التواصل بين المملكتين الشقيقتين.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!