زلزال المغرب : ” جيش غير رسمي ” إسمه الشعب.

بقلم :عزالدين عماري عبدالكريم.

تفاعلت ساكنة جهات المملكة المغربية في الحين مع نداء التضامن والتآزر لتوفير حاجيات المناطق المنكوبة التي ضربها زلزال ” الحوز”.
إنخرط مئات بل آلاف المواطنات والمواطنين والعائلات والأسر من مختلف الفئات والطبقات للمساهمة كل حسب قدرته وحسب حاجات المحاصرين جراء زلزال مباغث.
تساءل البعض عن عدم تجاوب الحكومة المغربية مع عروض بعض الدول لتقديم المساعدة وهذا أمر طبيعي في مثل هذه الكوارث الطبيعية، كما هو سلوك المملكة، لكن إشارة القبول لم تتأكد.
وضعت المملكة المغربية نفسها أمام إستفتاء شعبي “مواطناتي” لقياس درجة إلتحامه، وهو ما حصل، و في الجانب الآخر دخلت إمتحان مغامرة “تجريب”، قدرتها وقدراتها على اجتياز المحنة.
رسالة المغرب لأشقاءه من دول العالمةتقول: أننا في حاجة لما لا نتوفر عليه، أما ما نتوفر عليه فلا حاجة لنا به، شكرا لكم ولكل واحد منكم مقدار الشكر الذي “يستحق” ؟!.
وكأن لسان المملكة العريقة يقول، وفروا وخزنوا ما نتوفر عليه وتتوفرون عليه لطوارىء الطبيعة وقساوتها التي قد تحصل هنا وهناك.
حسم الجيش ” الغير رسمي ” للمملكة المغربية الذي عبر عنه الشعب المغربي كل الجدل في توفير الحاجيات من مأكل ومشرب و خيام ولوجستيك، وغزت فيديوهات وصور التوثيق عبر جل جهات الوطن المغرب مواقع التواصل وشبكات النت، ووثقت هذا الانتصار الشعبي للدفاع عن الوطن ومؤازرة مواطنيه دون الحاجة للآخر أولا.
تجندت القوة العمومية من جيش ملكي وأمن وطني ودرك ملكي و قوات مساعدة ووقاية مدنية و هلال أحمر مغربي ومؤسسات خيرية وكل الجمعيات المدنية و مواطنين، لتوفير كل شيء، نعم كل شيء.

وتم تعميم حساب بنكي وطني ودولي خاص بالمواطنين المغاربة بالداخل والخارج الذين طالبوا بتخصيصه لفتح إكتثاب “كلنا الحوز”.

والأهم هو أن الحياة العامة احترمت الفاجعة، وركزت على جدول أعمال موحد وهو، حضن النكبة واحترام القدر والعمل على الخروج من المأساة، بتعميق القيم العميقة للشعب المغربي وعناق الآفاق الرحبة، لشعب ودولة ووطن يحترم نفسه ويحترمه الجميع.

نعم قد نحتاج، ولكن نحتاج لمن يقدر حضارتنا ويحترم تاريخنا ويؤمن أن الممكلة المغربية رقم مهم في معادلة إعادة بناء عالم جديد و خريطة جديدة، لأننا فعلا ساهمنا عبر التاريخ وفي كل الحقب في كل ذاك البناء وتوقير الآخر واحترام وجوده.

إنها النظارة التي ننظر من خلفها في رسم علاقاتنا الدولية في المستقبل.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى