رشيد لعتابي: عدسة توثق التاريخ بروح إنسانية ورؤية فنية

يُعتبر رشيد لعتابي، المصور البارز بالقناة الأولى المغربية، واحداً من الأسماء الراسخة في مجال التصوير التلفزيوني بالمغرب. يمتد مساره المهني لأكثر من أربعين سنة، قضى معظمها في خدمة الصورة والتلفزيون. لم يكن عمل لعتابي منذ بداياته مجرد ممارسة مهنية آلية، بل كان رؤية إبداعية وفنية متكاملة. فقد استطاع بعدسته الدقيقة وحسه الجمالي أن يحول الصورة إلى شهادة حية تحفظ الذاكرة الجماعية وتخلد اللحظات الإنسانية والسياسية والتنموية الكبرى. وبذلك، لم يكن ناقلاً للحدث فحسب، بل كان صانعاً لرواية بصرية متكاملة.

شمل توثيقه ورصده مختلف الأحداث التنموية والاجتماعية والثقافية والرياضية بجهة الشرق، كما تنقل بعدسته إلى مناطق أخرى خارج الجهة، شاهدًا على وقائع ومحطات هامة. ومن أبرز محطاته الإعلامية والإنسانية، مواكبته للقوافل المغربية التي حملت مساعدات عاجلة إلى الأشقاء في غزة وفلسطين. كانت تلك التجربة بالنسبة له أكثر من تغطية إعلامية عادية، فقد كانت لحظة وطنية وإنسانية عميقة جمعت بين الالتزام المهني ونبض التضامن المغربي مع قضايا الأمة.

طوال مساره الطويل، ظل رشيد لعتابي رمزًا للمهنية العالية والالتزام الصارم بأخلاقيات العمل الإعلامي. هو مصور لا يبحث عن الأضواء، بل يجعل من الصورة أداة لخدمة الحقيقة. هذه السمة، إلى جانب تفانيه في العمل وتواضعه في التعامل، جعلت منه شخصية محبوبة لدى زملائه وجميع من تعامل معه. يُعرف لعتابي بميولاته الفنية وإبداعاته البصرية، التي تنعكس في قدرته على التقاط تفاصيل دقيقة تضيف بعدًا جماليًا وإنسانيًا للحدث.

وإلى جانب مهنته كمصور تلفزيوني، ظل سندًا دائمًا للشباب الذين يلجون عالم الإعلام، يمدّهم بالنصح والتوجيه، ويشجعهم على الاستمرار وتطوير قدراتهم. يُعد ذلك تجسيدًا عمليًا لقيمة نقل الخبرة وتكريس روح الزمالة. لقد صنع رشيد لعتابي اسمه محفورًا في سجل الإعلام الوطني، ليس فقط بفضل سنوات الخبرة الطويلة التي راكمها، بل بفضل الروح الإنسانية التي وسمت مساره. فهو نموذج للمصور الذي لا يكتفي بأداء الواجب، بل يجعل من مهنته رسالة نبيلة، ويفتح دربًا للأجيال الجديدة مملوءة بالقيم المهنية والوطنية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!