رسالة تعزية صوفية تربط القلوب عبر القارة الافريقية
في جو من الروحانية والتضامن الصوفي، أرسل الشيخ الدكتور قريب الله شيخ ناصر كابارا، قائد الطريقة القادرية في نيجيريا وغرب إفريقيا ورئيس مجلس الشورى لولاية كانو، ورمز بارز ضمن فرع مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة في نيجيريا، رسالة تعزية مؤثرة إلى الشيخ المربي بشارة العارفين مولاي منير بن جمال القادري بودشيش، شيخ الطريقة القادرية البودشيشية. جاءت هذه الرسالة، المؤرخة في 09 غشت 2025، كتعبير عن الوحدة الروحية التي تجمع بين زوايا التصوف عبر العالم الإسلامي.
في هذا النص الصوفي العميق، عبّر الشيخ قريب الله عن حزنه العميق لوفاة والد الشيخ منير، الشيخ جمال الدين القادري بودشيش، الذي وافته المنية في 08 غشت 2025، داعيًا الله أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته. وأكد الشيخ النيجيري على الصلة الروحية القوية التي تربط الطريقة القادرية في نيجيريا بالبعد البودشيشي في المغرب، معتبرًا أن هذا الارتباط يعكس استمرارية السند الصوفي النبوي الذي يمتد عبر القرون.
جاء في الرسالة: “إنا لله وإنا إليه راجعون، وما أصابنا إلا ما كتب الله لنا، نسأل الله العلي القدير أن يجعل الشيخ جمال الدين في عليين مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين.” وأضاف الشيخ قريب الله دعواته للشيخ منير بالصبر والقوة لمواصلة مسيرة والده الروحية، مؤكدًا أن التصوف ليس مجرد طقوس، بل رسالة حياة تعزز الترابط بين الأمة الإسلامية.
هذه الرسالة ليست مجرد تعبير عن العزاء، بل شهادة على العمق الروحي والتاريخي للطريقة القادرية، التي تجسدت في شخصيات مثل الشيخ عبد القادر الجيلاني، مؤسسها، والشيخ علي بودشيش، الذي أرسى دعائم الفرع البودشيشي في المغرب. وفي سياق التحديات الحديثة التي تواجه الزوايا، مثل الخلافات حول الخلافة، تبرز هذه الرسالة كصوت دعوة للوحدة والمحبة، متجاوزة الحدود الجغرافية بين نيجيريا والمغرب.
الشيخ قريب الله، المعروف بقيادته الحكيمة في شمال نيجيريا، أكد في ختام رسالته التزامه بدعم الشيخ منير في مهمته الروحية، داعيًا المريدين في كلا الطرفين إلى التمسك بالقيم الصوفية الحقة: الإحسان، التزكية، والارتباط بالله.
وبهذا، تظل الطريقة القادرية رمزًا للتصوف الحي، ينبض بالحياة عبر القارات، موحدًا القلوب في محبة الرسول صلى الله عليه وسلم وتعاليمه.
