ذ.عبد الله بن اجبارة: غزة في قلب النقاش الأكاديمي.. ندوة وطنية بوجدة تسلط الضوء على القضية الفلسطينية

في إطار الندوة الوطنية بعنوان “الحرب على غزة: إبادة في وضع دولي بمعالم ملتبسة”، التي عُقدت يوم 14 يونيو 2025 بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بجامعة محمد الأول بوجدة، ألقى الأستاذ عبد الله بن اجبارة، رئيس جمعية اتحاد المحامين الشباب بوجدة وعضو اللجنة التنظيمية، كلمة افتتاحية أكد فيها على الأهمية الحيوية لهذا الحدث الأكاديمي. نظمت الندوة بالتعاون بين الكلية، مختبر الدراسات والأبحاث في قضايا حقوق الإنسان والديمقراطية، هيئة المحامين بوجدة، وجمعية اتحاد المحامين الشباب، لتسليط الضوء على الانتهاكات الإسرائيلية في غزة ودور القانون الدولي في مواجهتها.

رحّب الأستاذ بن اجبارة بالحضور، مشيرًا إلى أن الندوة تُعقد في ظل “ظروف دولية بالغة التعقيد”، حيث تتواصل الحرب على غزة مخلفة آلاف الضحايا المدنيين وانتهاكات صارخة لحقوق الإنسان والقوانين الدولية. ووصف ما يحدث في القطاع بأنه “مأساة إنسانية متفاقمة”، مؤكدًا أنها تمثل “اختبارًا حقيقيًا لمدى التزام المجتمع الدولي بمبادئ حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني”. وأشار إلى أن عنوان الندوة “إبادة في وضع دولي بمعالم ملتبسة” يعكس بدقة التحديات التي تواجه تحليل الأوضاع في سياق العلاقات الدولية والقانون الإنساني.

اعتبر بن اجبارة هذه الندوة حدثًا تاريخيًا، كونها الأولى من نوعها داخل كليات الحقوق على المستوى الوطني التي تناقش قضية غزة بهذا العمق. وأعرب عن أسفه لـ”الوضع الملتبس” الذي يعكسه غياب نقاشات أكاديمية مماثلة في السابق، مؤكدًا أن تنظيم هذه الندوة يمثل “أقل ما يمكن القيام به” للمساهمة في النقاش العام حول القضية الفلسطينية. وأضاف أن الهدف هو “إيصال كلمتنا” من داخل أسوار الجامعة، لتعزيز الوعي ودعم القضية الفلسطينية.

أبرز بن اجبارة الدور الريادي لهيئات المحامين المغربية في دعم القضية الفلسطينية، مشيرًا إلى أنها كانت حاضرة بقوة في جميع مؤتمراتها من خلال التوصيات والمطالبات بوقف التطبيع مع الكيان الصهيوني والوقوف إلى جانب أهالي غزة. وأكد أن هيئات المحامين، سواء في وجدة أو غيرها، “كانت دائمًا سباقة” في دعم القضية الفلسطينية، التي يعتبرها المحامون “القضية الثانية بعد قضية الصحراء المغربية”. هذا الالتزام يعكس إحساسًا وطنيًا وعروبيًا عميقًا بالمسؤولية تجاه فلسطين.

وجّه بن اجبارة الشكر إلى اللجنة التنظيمية وكلية الحقوق على جهودهما في إنجاح الندوة، مؤكدًا أن أبواب جمعية اتحاد المحامين الشباب بوجدة “مفتوحة دائمًا” للمشاركة في مثل هذه الفعاليات الأكاديمية. وأعرب عن أمله في أن تُنتج الندوة توصيات فعّالة تسهم في تعزيز النقاش حول القضية الفلسطينية ودعم الغزاويين في مواجهة العدوان الإسرائيلي.

جسّدت كلمة الأستاذ عبد الله بن اجبارة التزامًا عميقًا بدور الجامعة والمحامين في دعم القضية الفلسطينية، مؤكدًا أن غزة ليست مجرد مأساة إنسانية، بل تحدٍ للضمير الدولي. ومن خلال هذه الندوة الوطنية، أكدت جمعية اتحاد المحامين الشباب بوجدة على أهمية النقاش الأكاديمي والحقوقي لمواجهة الانتهاكات الإسرائيلية، داعية إلى تضامن فعّال لإنهاء الإبادة وتحقيق العدالة.