ذ سليمة فرجي ؛ ايقونة الشرق ” منتصبة القامة مرفوعة الهامة “

عبد السلام المساوي
تعب الكثيرون …يتعب الكثيرون …وسيتعب اكثر فاكثر ، كل من حاول ويحاول ” إرهاب ” و” تخويف” ذ سليمة فرجي بأقذر الأسلحة ورداءة الكلمات …كل من حاول ويحاول إسكات صوتها المقلق وتكسير قلمها المزعج …كل من حاول ويحاول أن يحشرها مع زمرة ” النسوان ، الولايا والحريم ” ..ينسى او يتناسى هؤلاء وأولئك ان سليمة تنفست عبق تربية نزعت منها ، وإلى الأبد ، الاحساس بالخوف والاستسلام …نزعت منها قبول الذل والمذلة ، الخنوع وطأطأة الرأس….امراة رضعت الشموخ في معبد الشجعان.،.الكرامة هي العنوان والتحدي سيد الميدان …عانقت الوجود بكبرياء المراة ورفعة الانسان متعالية في الزمان والمكان عن الوضاعة والانبطاح….وقفت فوق مسرح الحياة وقالت كلماتها بالعقل والوجدان …أعلنت حبها لعصافير الحرية وكرهها لطيور الظلام …
للامانة وللتاريخ ، وللجغرافيا ايضا وللتربية الوطنية هي الاخرى ولا بأس بالامر ، حاولت جاهدا ، ان افهم خلفيات ما جادت به قريحة اصحابنا من مكتوب حمل الكثير من السب والشتم لسليمة فرجي ، ولم استطع . لكنني حاولت وحاولت احتراما لشروط القراءة التي تفرض علي التفاعل مع ما يكتب ، ونسمي هذا البؤس وهذه القذارة كتابة تجاوزا ، حاولت فلم أجد إلا عنوانا واحدا ؛ الحقد والخبث ….هو عنوان يعفيني من البحث والتأمل لانه يكشف عن الخلفيات ويفضح الأهداف …اذن هؤلاء وغيرهم لا يستحقون الرد المؤدب واللطيف….
” عايروها بالسن وهو وقار …ليتهم عايروها بما هو عار ” …هل السن أصبح خطيئة !؟ …انه منطق البيولوجا ، شرط الوجود وقانون الحياة …الانسان ، الكائن الحي عموما ، يولد وينمو …سليمة فرجي استثناء ولدت لتولد ، لتجدد ميلادها في اللحظات الحاسمة والمحطات المفصلية …نعلم انها قد غادرت عمر الزهور ، ولكننا نعلم ، من قبل ومن بعد ، انها مازالت ، واليوم اكثر من اي وقت مضى ، متمسكة بوهج الحياة ، دينامية ونشيطة ، حركة تفكر وفكر يتحرك …صفة الشباب تلازمها شكلا وروحا ، فكرا وممارسة ، رأيا وموقفا…
امراة تتحدى الزمن بانتاجاتها وانجازاتها …تحمل كبيرة وانشغالات عظيمة …ابنتك يا وطني ….ليست ” نجمة ” في الغناء او السينما او النوادي …لتراهن على صغر سنها وتوظفه رأسمالا رمزيا وماديا وحيدا….سليمة اكبر من ان تحمل هم السن …لها من الكفاءات ، لها من النضج ، لها من الوعي ، لها من المسؤوليات ما يجعلها تتعالى عن سفاسف الامور ( وتصغر في عين العظيم العظائم )….
ميتون على قيد الحياة يتطاولون على ذ سليمة مفخرة الشرق….ولدوا ميتين وسياتيهم الموت فيجدهم ميتين…لم يستطيعوا الانتقال من عالم الطبيعة الى عالم الثقافة ، هم في مرتبة الحيوان او في مرتبة ادنى ، يعيشون ولا ويوجدون ، يعيشون ليشبعوا بالكاد غرائزهم …وتمضي الايام ، وتمضي السنون …وسينسحبون تافهين فارغين وكأنهم لم يزوروا هذا العالم …الانتاج هو الفيصل بين الوجود والعدم…السن معيار البدلاء !
وهل الاناقة ايضا خطيئة !!!! هي كذلك عند دعاة القبح والرداءة ، عند دعاة الشر والعنف …اما عند سليمة فالأناقة هي الكينونة والهوية….عرفناها انيقة وهي تلميذة ، وهي طالبة ، وهي اطار مهني مقتدر ، وهي مسؤولة جمعوية وسياسية ، وهي نائبة برلمانية …وقبل هذا كله وبعده ، انيقة وهي امراة ، وهي انسان….انيقة شكلا وجوهرا ، فاناقة الظاهر تجسد اناقة الباطن ….انيقة لانها تعشق الجمال في ارقى تجلياته وأسمى قيمه ؛ الحب ، التسامح ، التضامن ، الحرية….
الاناقة تربية وثقافة ، ذوق وابداع ….وكل عام وسليمة شابة انيقة….

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى