د. المصطفى بنموسى: غزة بين التهجير والتصعيد الإقليمي.. رؤية المصطفى بنموسى في ندوة وجدة

خلال الندوة الوطنية بعنوان “الحرب على غزة: إبادة في وضع دولي بمعالم ملتبسة”، التي انعقدت يوم 14 يونيو 2025 بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بجامعة محمد الأول بوجدة، قدّم الدكتور المصطفى بنموسى، دكتور في القانون العام والمدير التنفيذي للمركز الدولي للأبحاث والدراسات التربوية والعلمية في باريس، مداخلة بعنوان “مستقبل غزة: الأبعاد والتأثيرات الإقليمية للخيارات السياسية”. تناولت المداخلة السياق السياسي والاستراتيجي للعدوان الإسرائيلي على غزة، مع تحليل السيناريوهات المستقبلية للقطاع.

افتتح بنموسى مداخلته بالإشادة بالجهات المنظمة، مشيرًا إلى أن الندوة تُعقد وسط ظروف دولية معقدة، حيث تستمر الحرب على غزة مخلفة آلاف الضحايا وانتهاكات صارخة لحقوق الإنسان. وأوضح أن تجدد العدوان بعد هدنة هشة يعود إلى عوامل داخلية، مثل الانقسامات السياسية في إسرائيل (استقالات وتعيينات متكررة لشخصيات مثل سموتريتش وبن غفير)، والاحتجاجات الشعبية من عائلات المحتجزين للمطالبة بصفقة تبادل. خارجيًا، شملت الضغوط مذكرة اعتقال بحق نتنياهو، آراء محكمة العدل الدولية ضد الاحتلال، ومقاطعة أوروبية ثقافية وسياسية في مناطق مثل إقليم الباسك وسويسرا.

وحدد أسباب العدوان في فشل إسرائيل في تحقيق أهدافها الأولية (القضاء على حماس، إعادة الرهائن، تغيير واقع غزة)، إلى جانب حسابات نتنياهو الشخصية لتجنب المحاكمة وتمرير ميزانية 2025، ودعم إدارة ترامب. وأشار إلى أهداف إسرائيل: استعادة هيبتها الإقليمية، فرض رؤيتها لمرحلة ما بعد الحرب، وتحسين شروط مفاوضات المحتجزين.

ركز بنموسى على الاستراتيجيات الإسرائيلية، التي تشمل احتلال القطاع كليًا أو جزئيًا، القضاء على المقاومة، نزع سلاحها، وتهجير السكان. وتستند إلى أربع ركائز:

  1. تفريغ غزة ديموغرافيًا بتهجير 1.7 مليون فلسطيني.
  2. تقويض المقاومة عبر تدمير بنيتها التحتية، مثل الأنفاق.
  3. تفكيك شرعيتها الشعبية باستهداف المؤسسات الحيوية (مستشفيات، مساجد، مدارس).
  4. إدارة الأزمة بالقوة لإجبار المقاومة على التنازل.

بالنسبة للبدائل الإسرائيلية، استعرض بنموسى أربعة خيارات استراتيجية لإسرائيل:

  • التهجير الجماعي: يتماشى مع خطة ترامب لتحويل غزة إلى مركز استثماري، مع مفاوضات لنقل الفلسطينيين إلى دول مثل إثيوبيا والصومال، وتأشيرات كندية في يناير 2025. لكنه يصطدم بصمود الفلسطينيين واعتباره تطهيرًا عرقيًا دوليًا.
  • الاحتلال العسكري المباشر: يواجه عقبات اقتصادية، ديموغرافية، إرهاق الجيش بعد 600 يوم حرب، ورفضًا دوليًا.
  • ترك غزة على حالها: يعني فشل إسرائيل، مع استمرار سيطرة المقاومة، لكنه يؤدي إلى استنزاف الكيان.
  • سلطة فلسطينية بديلة: مدعومة من مصر والأردن، لكنها مشروطة بنزع سلاح المقاومة، وترفضها المقاومة و75% من الفلسطينيين.

وكسيناريوهات للمستقبل، قدّم بنموسى سيناريوهات مستقبلية:

  1. تصعيد إقليمي: أصبح محتملاً بعد العدوان على إيران، مع سعي إسرائيل لتوسيع الصراع إلى الضفة الغربية ودول أخرى.
  2. كسر العظم: استنزاف المقاومة عبر الحصار، منع المساعدات، تدمير البنية التحتية، واغتيال قادتها، مما يجبر المقاومة على الصمود.
  3. المماطلة: إطالة الحرب لإنهاك المقاومة وتجويع السكان، مع محاولات تهجيرهم.
  4. تسوية إقليمية: تشمل مصر والأردن لإقامة سلطة بديلة، لكنها تواجه رفضًا فلسطينيًا وعدم توافق.

اختتم بنموسى بالتأكيد على أن نضال الشعوب قد يمتد لقرون، معبرًا عن تشاؤمه من الوضع الجيوسياسي الذي يهدف إلى تكريس إسرائيل كقوة إقليمية. ورغم أصله الفلسطيني، دعا إلى نقد ذاتي لتشرذم الوضع الفلسطيني، الناتج عن تدخلات إقليمية. وأكد ضرورة استراتيجية نضالية جديدة تعتمد التنسيق وتحليل الواقع، مع الصمود كسلاح أساسي ضد مخططات الاحتلال.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!