دلالات “التصرفيق” في العمل السياسي والحزبي بالمغرب.

لم تكن حادثة صفع البرلماني يوسف الطوب من طرف زميله في الحزب وعضو في اللجنة التنفيذية لحزب الإستقلال يوسف انطوي اثناء أشغال المجلس الوطني للحزب ببوزنيقة بالحادث المعزول او العرضي .بل تعودنا على احداث من هذا القبيل ابطالها من مؤتمري ومؤتمرات العديد من الأحزاب السياسية .

فقصة الصحون الطائرة لنفس الحزب مازالت عالقة في الأذهان بين تياري ولد الرشيد وعبدالحميد شباط .

ثم ما شهده مؤتمر حزب الأصالة والمعاصرة ما قبل الاخير من فضائح بعيدة كل البعد عن التدافع السياسي وعن تقديم اجود العروض قصد اقناع المؤتمرين والمؤتمرات للتزكية حيث غاب التدافع على الافكار وحضر بالمقابل التدافع على ملئ البطون فقرعت الصحون ووجهت الاتهامات لمنظمي المؤتمر بالتقصير في وجبات الاكل وفي كون لحريرة ” مسوسة” والزلافة مشي عامرة.

مشهد اكيد انه يثير السخرية لكنه في نفس الوقت يثير الشفقة ايضا على انحطاط العمل السياسي والحزبي بالمغرب .طبعا هناك تصرفات ذاتية وموضوعية نركز على الجانب الذاتي لتشعب الموضوعي .

فاذا كانت الأحزاب السياسية التي خرجت من رحم الإدارةمهمتها هي لجم الأحزاب الوطنية ؛ فإن حزب الاستقلال الذي يعتبر من بين اعرق الأحزاب الوطنية بتاريخه الحافل وبنخبه الكبيرة وفي شتى المجالات من الفكر الى السياسة ومن السياسة الى تدبير الشأن العام .

حزب افرز طاقات يعتز بها المغرب. علال الفاسي. ابوبكر القادري. عبدالكريم غلاب. محمد بوستة. العربي لمساري وغيرهم كثير .كان لهم جميعا دور كبير في رسم معالم المغرب الحديث.قبل ان يتحول الحزب ومعه العديد من الأحزاب الى مقاولة للتنقيب والبحث عن المرشحين للفوز بشتى أنواع الإنتخابات سواء كانت جماعية او برلمانية وبطبيعة الحال مرشحون من هذا القبيل يستثمرون أموالا طائلة للفوز في الإنتخابات ليس خدمة للصالح العام أو المنفعة العامة وانما لمراكمة الثروات وطبيعي جدا ان لا ينظبط هؤلاء للعمل الحزبي وان يفتقدوا الى الحس النقدي او يدبرون الاختلاف على أرضية الاقناع والديمقراطية.

وبالتالي فموت الحزب سريريا يقصد به غياب البوصلة والأرضية او الايديولوجيا التي يستند عليها في صياغة برنامجه السياسي ان كان له برنامج بطبيعة الحال.

ومربط الفرس في هذا كله هو غياب الديمقراطية الداخلية تحت غطاء التوافق المطبوع بالكولسة وبتقسيم غنيمة المسؤولية عفوا المنصب وما سيجنى من وراءه.

على سبيل التذكير قدم القيادي في حزب الاستقلال وعضو لجنته التنفيذية، يوسف أبطوي، روايته بخصوص الصفعة التي وجهها إلى زميله في الحزب، النائب البرلماني منصف الطوب، خلال أشغال المجلس الوطني للحزب المنعقد السبت ببوزنيقة.

وبرر أبطوي، في مقطع فيديو نشره الإثنين 4 مارس 2024، سلوكه بكونه “ردة فعل لا إرادية” على ما بدر من منصف الطوب من ألفاظ قال إنها “نابية” وتشمل سبا لوالدته.

وفي تفاصيل الواقعة التي وثقتها عدسات الكاميرات وتم تداولها على نطاق واسع، أوضح أبطوي أن البرلماني منصف الطوب تهجم على أشرف أبرون الذي أعلن تمسكه بمنافسة المرشح المتوافق عليه للجنة التحضيرية للمؤتمر الثامن عشر للحزب، عبد الجبار الراشدي.

وأضاف ان ظهور أبرون كمرشح مفاجئ أشعل القاعة ودفع الطوب إلى سبه، وقال أنه تدخل لتهدئته غير انه سب والدته ما دفعه إلى صفعه.

وأكد أبطوي أنه تقدم باعتذار للبرلماني وتصالح معه، متهما “أياد خفية” باستغلال الواقعة واستهدافه بسبب “مواقفه السياسية”.

وكانت اللجنة التحضيرية للمؤتمر الثامن عشر لحزب الاستقلال قد قررت الأحد توقيف كل من أشرف أبرون ويوسف أبطوي، واعتبرت حادثة الصفع “سلوكا غير مقبول”، فيما أعلن الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية تضامنه المطلق واللامشروط لجميع أعضائه بدون استثناء مع عضو الفريق منصف الطوب.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!