حين يفشل الناطق الرسمي باسم الحكومة في التعامل مع حدث جلل

منذ أن أحدث المغرب منصب الناطق الرسمي باسم الحكومة،ضمن التشكيلة الوزارية، والأحداث تثبت انها وظيفة بدون هوية محددة : اما زائدة أو لا معنىلها في الظرفية الراهنة، لا تختلف عن وزارة الاعلام.

نعم، ربما كانت مطلوبة مسايرة لسياق التطور الذي يعرفه الإعلام الحديث. 

وكان بإمكان الوزراء الذين توالوا على المنصب، أن يعطوه مضموناملموسا متدرجا؛ لكنهم اكتفوا جميعهم بقراءة محضر اجتماع مجلس الحكومة، ومثول الوزير، امام كمشة من الصحافيين، يلقون عليه أسئلة عادية، لا تستوجب من الناطق سوى إجابات عمومية؛ أو اللوذ بالصمت تهربا من أسئلة صعبة ومحرجة، لايملك معطيات شافية عنها.

وتشاء بعض الاحداث، أن تجرد هذا المنصب من هالته المتوهمة وجدواه، لتحرج من يتولاه، فلا يعرف كيف يداري تبعات المنصب.

ما وقع اخيرا مع الجزائر الغادرة؛ يبين أن ناطقنا الرسمي، لم يستوعب الدور المسند اليه؛ فقد فوت مناسبة إظهار براعته وبلاغته ودهائه؛ غير انه اكتفى  بكلام، هو دون جريمة شاطئ السعيدية؛ التي أسكت الناس بإحالتها على القضاء المحلي للتحقيق؛ وكأن الاعتداء الاجرامي والقتل غيلة، هو مجرد حادث صغير، مثل تصادم سيارتين في الطريق؛ يحرر على أثره محضر، يحال على وكيل النيابة.

كات حريا بالناطق؛ أن يعبر أولا عن صدمة وحزن المغاربة،  من جراء الفاجعة،  ويرفع صوت التنديد عاليا بها  وكذا مناشدة المنظمات الإنسانية، للتدخل والضغط على مشجعي المعتدين.

 هذا اقل شيء؛ بعد ان زال اللبس المحيط بالحادث المأساوي، بعد مرور ثلاثة أيام على وقوعه.

 وعموما كان بإمكان الناطق، أن يقول كلاما كثيرا، لتهدئة خواطر الناس وتقديم العزاء للعائلات  المكلومة .

وعلى افتراض انه طلب منه التريث وتوخى الحذر، ريثما تتضح الصورة اكثر؛ لكنه للإسف لم يميز بين ما ولا يقال.

  فشل في القيام بالدور  بما يلزم من البلاغة السياسية ومهارة التواصل؛ لتنوير الرأي العام في الداخل والخارج. 

وقبل هذا وذاك ،كان ينبغي أن يخبر الرأي العام بما جرى قبل موقف الحكومة في اجتماعيا الاسبوعي يوم الخميس. 

لم يكن عدوان الجزائر نقطة عادية في جدول أعمال الحكومة بل  حدثا جللا ستكون له تبعات.

محمد بوخزار

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى