حفل تكريم محمد علي حبوها: وداع ساكنة بركان لقائد تنموي استثنائي

بركان – 17 ماي 2025
في أجواء مفعمة بالامتنان والتقدير، احتضنت مدينة بركان حفلاً مهيباً لتكريم السيد محمد علي حبوها، عامل إقليم بركان السابق، بمناسبة انتهاء مهامه في الإقليم وتعيينه عاملاً على إقليم سطات بجهة الدار البيضاء-سطات.
الحفل، الذي نظمته ساكنة المدينة بالتعاون مع السلطات المحلية والمجتمع المدني، عكس عمق المحبة والاحترام اللذين حظي بهما السيد حبوها، الذي ترك بصمة لا تُنسى في مسيرة التنمية المحلية للإقليم.
قائد بقلب مواطن
خلال الحفل، أجمعت كلمات المتحدثين –من منتخبين على رأسهم السيدين رئيس المجلس الاقليمي ورئيس المجلس البلدي وجمعيات مدنية ومواطنين– على تميز السيد حبوها كقائد استثنائي جمع بين الكفاءة الإدارية والحس الإنساني. وُصف بأنه “رجل الميدان” الذي عاش بين الناس كواحد منهم، يستمع إلى همومهم ويشاركهم تطلعاتهم. “كان قريباً من المواطنين، متواضعاً في أخلاقه، وصادقاً في التزامه“، هكذا تحدث أحد الحاضرين، مشيراً إلى سياسة “الباب المفتوح” التي اعتمدها حبوها، والتي جعلت الإدارة أقرب إلى الناس من أي وقت مضى.
تميزت فترة ولايته برؤية استراتيجية واضحة، حيث عمل على تحويل التحديات إلى إنجازات ملموسة. “لم يكن يؤمن بكلمة المستحيل“، يقول رئيس إحدى الجمعيات، مضيفاً: “كان يرى في كل مشكلة فرصة للحل، وفي كل مبادرة بذرة للتغيير“. هذه الرؤية، مقرونة بالإخلاص والتفاني، جعلت من بركان نموذجاً للإدارة المهنية والشفافة، حاصداً جوائز دولية تكرس تميزه في تدبير الشأن المحلي.

إنجازات راسخة في قلب بركان
شهد إقليم بركان خلال ولاية السيد حبوها طفرة تنموية غير مسبوقة، شملت مختلف القطاعات. في مجال البنية التحتية، تم تشييد مسالك قروية جديدة، وتأهيل الأحياء الهامشية، وإدماجها في النسيج الحضري، مما ساهم في الحد من الهشاشة وتحسين جودة الحياة.
أما في التعليم، فقد حقق الإقليم نسبة 100% في التعميم المدرسي، مع إطلاق نموذج رائد لـ”النقل التربوي“، نقل من خلاله 12,500 تلميذ وتلميذة في ظروف آمنة، بعيداً عن التنمر، ليصبح هذا النموذج محل اقتداء وطنياً.
في الصحة والخدمات الاجتماعية، دعم حبوها مبادرات المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، مما أثمر عن إنشاء مراكز للأطفال والفتيات بلا مأوى، ومركز كبير لذوي الاحتياجات الخاصة يخدم 100 شخص. كما حظيت جمعيات مرضى السرطان بدعم غير مسبوق، وهو ما أكدته إحدى الجمعيات التي لم تكن تستفيد من دعم المبادرة قبل وصوله.
ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل شمل تحديث الخدمات الإدارية لتكون أكثر شفافية واستجابة لاحتياجات المرتفقين.
تعاون وشراكة: سر النجاح
لم يكن نجاح هذه الإنجازات عملاً فردياً، بل نتاج تعاون وثيق بين السيد حبوها والسلطات المحلية، المنتخبين، المجتمع المدني، والقطاع الخاص.
اعتمد حبوها على مقاربة تشاركية، تجلت في تنظيم حوارات ميدانية وتظاهرات تفاعلية مع الساكنة، وتأهيل الموارد البشرية لتبني ثقافة المشاركة. “كان يشجع كل فكرة ويحتضن كل مبادرة“، يقول أحد المنتخبين، مشيراً إلى دوره في خلق بيئة عمل محفزة تزدهر فيها الكفاءات.
شركات التنمية المحلية، التي أصبحت نموذجاً دولياً، كانت إحدى ثمار هذا التعاون، حيث ساهمت في تنفيذ مشاريع تنموية كبرى، وحققت للإقليم اعترافاً عالمياً. هذا التضافر بين الأطراف المختلفة جعل من بركان رمزاً للتنمية الشاملة، حيث “تحولت التحديات إلى واقع معاش“، كما أكد أحد الحاضرين.
وداع بطعم الوفاء
في كلماتهم، عبر الحاضرون عن شكرهم الخالص للسيد حبوها، مؤكدين أن “بصمته لن تُنسى” وأن “تراثه الطيب سيبقى ذكراً حسناً” في قلوب سكان بركان.
“لقد أحببناه لصدقه، واحترمناه لتواضعه“، قال أحد المتحدثين، بينما دعا آخرون له بالتوفيق في مهامه الجديدة بسطات، معبرين عن أملهم في أن يواصل نهجه التنموي المميز.
الحفل، الذي شهد حضوراً واسعاً من مختلف شرائح المجتمع، لم يكن مجرد تكريم، بل احتفاءً بمسيرة قائد ترك إرثاً من العمل الجاد والإخلاص. وبينما يستعد السيد محمد علي حبوها لخوض تحديات جديدة في إقليم سطات، تبقى بركان شاهدة على إنجازاته، وقلوب ساكنتها مفعمة بالامتنان لهذا المسؤول الذي جمع بين القول والفعل، وبين القيادة والإنسانية.