حزب الاستقلال يتغزل بالحكومة ويرفع شعار “العام زين”

مصطفى الفن (صحفي)

بعد “غطسة” طويلة تحت مياه الوزارة، وبعد أن شرعت بعض فروع الحزب تغلق مقراتها كما وقع في آنفا، أخيرا “تذكر” السيد نزار بركة أنه لم يعقد اجتماعات اللجنة التنفيذية لحزب “العائلة” لمدة قاربت ربما نصف العام..

صحيح أن حزب علال الفاسي، الذي كان يريد تقاسم “الحكم” مع الراحل محمد الخامس، يشتغل حاليا خارج قانون الأحزاب وبمؤسسات وأجهزة حزبية “فاقدة” للشرعية والمشروعية واستنفدت آجالها القانونية..

لكن كل هذا يبقى مجرد “شكليات” خاصة عندما نعرف أن سبب كل هذا “الانفلات” داخل الحزب ليس سوى الرغبة في تأمين “مصالح ضيقة” لبضعة أشخاص متصارعين على كرسي الأمين العام ليس إلا..

وأقصد هنا ترتيبات المؤتمر الوطني “المعلق” الذي تريد الأطراف المتصارعة داخل الحزب أن تتحكم في نتائجه حتى قبل أن يعقد..

يحصل كل هذا، حتى لو كان الثمن هو “الإساءة” إلى العمل السياسي والحزبي ومعها “الإساءة” ربما إلى سمعة الوطن أيضا..

لكن ماذا قالت قيادة الحزب في بلاغ لها بعد هذه “الغيبة الكبرى” عن الساحة السياسية وعن النقاش العمومي والسياسي وعن الكثير من المحطات الصعبة والعصيبة التي عاشها البلد طيلة هذه المدة؟

ويا ليت قيادة الحزب التزمت الصمت وواصلت “سباتها” العميق عوض أن تسارع إلى نظم “قصائد الغزل” في حكومة السيد أخنوش وفي المجهودات الحكومية للتحكم في ارتفاع الأسعار وفي الانسجام الحكومي..

ودعوني أقرأ لكم هنا بعض الأبيات الشعرية من هذا “الغزل” الذي خص به حزب الاستقلال حكومة السيد أخنوش:

-“إن الحزب ينوه بالسياسة الإرادية للحكومة في مواجهة آثار الصدمات المستوردة..

إن الحزب ينوه بالسياسة الإرادية للحكومة في معالجة المشاكل الداخلية..

إن الحزب ينوه بحرص الحكومة على الوفاء بالالتزامات الواردة في البرنامج الحكومي..

ولم تقف الأمور عند هذا الحد من “الغزل”، بل إن قيادة الحزب تابعت لتقول أيضا:

إن الحزب يشيد بالحكامة السياسية الجديدة للحكومة، و بعقلنة الزمن السياسـي والقطيعة مع زمن الهدر..

إن الحزب يشيد بسرعة الأداء والفعالية في الإنجاز وتحقيق المكتسبات الهامة في بلادنا منذ تنصيب الحكومة“..

وظني أن هذه اللغة التي تحدث بها بلاغ اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال لن تقنع حتى كاتب هذا البلاغ فأحرى أن تقنع شعبا “هائجا” وشارعا غاضبا بسبب هذا الغلاء المشتعل في كل شيء..

كما أن اللغة التي تحدثت بها بلاغ قيادة الحزب لم يتحدث بها حتى الناطق الرسمي باسم الحكومة الذي كان ربما “أجرأ” من الاستقلاليين وقال بصريح العبارة:

إننا في الحكومة لا نعرف سبب هذا الغلاء وإن الإجراءات التي قمنا بها لم تحقق الأهداف المنتظرة..”..

لكن لماذا تحدث الاستقلاليون بهذه اللغة التي رفعت “سقف العام زين” عاليا وسط أجواء توحي ب”مصالحة مفاجئة” غير مفهومة بين الأجنحة المتصارعة داخل الحزب؟

شخصيا ليس لي أي جواب دقيق..

لكن من الوارد أن تكون هذه “المصالحة المفاجئة” بين الأمين العام للحزب وبين تيار آل ولد الرشيد لها علاقة ربما بهذه الأنباء التي تتحدث عن قرب تعديل حكومي قد يطيح برؤوس ويأتي بأخرى..

وربما لهذا السبب أيضا غيرت الأطراف المتصارعة لهجتها بما في ذلك تيار ولد الرشيد الذي طوى هو بدوره “غضبة” ميارة من الغلاء ومن الحكومة أيضا..

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى