حزب الأصالة والمعاصرة بوجدة: ما هو المشروع في غياب المُشرع؟

دخل حزب الأصالة والمعاصرة بجهة الشرق وبمدينة وجدة في حالة غامضة ومحيرة، مع اقتراب موعد مؤتمره الوطني المقرر في مطلع فبراير القادم.

كان من المفترض الإعلان عن لجنة لانتداب مؤتمرات ومؤتمرين على مستوى عمالة وجدة ، ولكن وعلى بُعد أسبوعين فقط من المؤتمر، بذى أن الضابط السابق بأحد أهم الأجهزة اصبح او يعتقد لحد الآن انه هو الآمر والناهي والقابض على الجمر في مقاليد حزب الاصالة والمعاصرة منذ الصعود السياسي لعرابه المتواجد بسجن عكاشة على خلفية ملف اسكوبار الصحراء.

لذا يتساءل البعض : هل لا زال بعيوي من المكان الموجود فيه، يتحكم في مفاصيل الحزب بوجدة، ام هي مقدمات لصدام قد يضع نقطة نهاية لهيمنة بعيوي على الحزب داخل الجهة؟

لا صوت يعلو بمدينة وجدة الا صوت الاستهجان والاستنكار للتصرف الأرعن والأعزل للضابط السابق وابنه المذلل الذي يشغل نائب رئيس الجهة اللذان هيئا لائحة المؤتمرات والمؤتمرين بمنطق الطاعة والولاء والمساهمة في لعبة المؤامرة الكبرى للعشر سنوات الأخيرة خارج الضوابط التنظيمية.

ومع ذلك، أستأذن منخرطي حزب الأصالة والمعاصرة في طرح هذا السؤال السابق ونحن على بعد ثلاثة أسابيع من المؤتمر الوطني الخامس لهذا الحزب الاستثنائي. لا أقصد من خلال هذا التساؤل ربط هذه المحطة التنظيمية بما يروج حاليا في وسائل الإعلام من ملاحقات محتملة لبعض الوجوه القيادية البارزة في هذا الحزب، بل أقصد بشكل خاص سؤال الجدوى و”سبب النزول” بالنظر إلى تاريخ هذا الحزب ومساره الفريد..

تراجعت نخب وفعاليات مدينة وجدة اليوم، أو صمتت على الأقل، عن المشروع “الانقلابي” للضابط السابق وعرابه نائب الرئيس،حيث أن العديد من الأعضاء يستعدون لتقديم طعن في لائحة المؤتمرين المختارين من وجدة للمشاركة في أشغال المؤتمر لم تجد نفسها في اللائحة أو لم يتم ابلاغها ،كما تم اعتبار الأمينة العامة الإقليمية بمثابة غرفة للتسجيل والتوقيع وحلقة ضعيفة في التعاطي مع الأوضاع التنظيمية للحزب على مستوى عمالة وجدة.

وحسب المصدر نفسه، فإن اللائحة التي أعدها مقربون من عبد النبي بعيوي، المنسق السابق للحزب بجهة الشرق، من المرجح أن تثير المزيد من التشنج في القادم من الأيام ..

السؤال المطروح على المنتسبين للحزب بوجدة يصبح بالتالي هو: ما الحاجة إليكم؟ ما هو دوركم ووظيفتكم؟

وإذا كان لابد من نقل النقاش إلى دائرة الحق المكفول مبدئيا لجميع المغاربة في تأسيس الأحزاب والمشاركة في الانتخابات، سيظل السؤال مطروحا بصيغة “ما هو مشروعكم في غياب عرابكم؟”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى