حرية الصحافة تحت التهديد: دعوة عالمية لتعزيز دورها في يومها العالمي

رسالة الأمين العام للامم المتحدة

نيويورك – 30 ابريل 2025

في الثالث من مايو 2025، يحتفل العالم باليوم العالمي لحرية الصحافة في ظل تحديات غير مسبوقة تهدد جوهر هذا الحق الأساسي. ومع تصاعد النزاعات والانقسامات العالمية، يأتي هذا اليوم ليؤكد حقيقة جوهرية: حرية الناس مرهونة بحرية الصحافة، تلك الركيزة التي تدعم المساءلة، العدالة، العدالة، وحقوق الإنسان.

الصحافة: خدمة عامة في خطر

تُعد الصحافة الحرة والمستقلة خدمة عامة لا غنى عنها، لكن قدرتها على أداء دورها تواجه عقبات متزايدة. يتعرض الصحفيون في مختلف أنحاء العالم للاعتداءات، الاحتجاز، الرقابة، الترهيب، والعنف، بل ويخاطرون بحياتهم لمجرد قيامهم بعملهم. وتشهد مناطق النزاع، مثل غزة، ارتفاعًا مقلقًا في عدد القتلى من الصحفيين، مما يكشف عن المخاطر الجسيمة التي يواجهونها.

ويبرز موضوع اليوم العالمي لحرية الصحافة هذا العام التهديدات غير المسبوقة التي تواجهها الصحافة، خاصة في ظل التطورات التكنولوجية. فالذكاء الاصطناعي، الذي يمكن أن يكون أداة لتعزيز حرية التعبير، يُستخدم أحيانًا لقمعها من خلال خوارزميات متحيزة، أخبار مزيفة، وخطاب كراهية يشكل تهديدًا لسلامة المعلومات. في هذا السياق، تظل الصحافة المستندة إلى الحقائق والقابلة للتحقق هي السبيل الأمثل لمواجهة هذه التحديات.

التزام دولي لحماية الصحافة

يأتي التعاهد الرقمي العالمي، الذي اعتمدته الأمم المتحدة في 2024، كخطوة لتعزيز التعاون الدولي في حماية نزاهة المعلومات وتعزيز التسامح في الفضاء الرقمي. كما تدعم المبادئ العالمية لنزاهة المعلومات، التي أُعلنت العام الماضي، هذه الجهود من خلال الدعوة إلى منظومة إعلامية ترتكز على الحقائق وتحترم حقوق الإنسان. ويُطالب المجتمع الدولي بتسخير الذكاء الاصطناعي بطريقة تتوافق مع هذه القيم، لضمان أن تظل المعلومات أداة للتمكين لا للقمع.

دعوة للعمل

في هذا اليوم العالمي، يتجدد الالتزام بحماية حرية الصحافة وصون الصحفيين في كل مكان. ففقدان الصحفيين لقدرتهم على العمل بحرية يعني خسارة للجميع، إذ تُعد الصحافة العمود الفقري لمجتمعات عادلة وشفافة. وتدعو المناسبة إلى تعزيز بيئة تمكن الصحفيين من نقل الأخبار دون خوف أو محاباة، مع مواجهة التحديات التي تفرضها التكنولوجيا والنزاعات.

خاتمة

يُذكّرنا اليوم العالمي لحرية الصحافة بأن الصحافة ليست مجرد مهنة، بل دعامة أساسية للحرية والعدالة. وفي عالم يواجه تهديدات متزايدة من الرقابة والعنف والتضليل، يتعين على المجتمع الدولي الالتزام بحماية الصحفيين وتعزيز نزاهة المعلومات. فلنجعل من هذا اليوم فرصة لتجديد العهد بصحافة حرة تخدم الإنسانية وتحافظ على الحقيقة كمنارة للأمل في عالم مضطرب.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى