جينطوعو” تطلق دورتها الثالثة: القيادة والتطوع في قلب العالم القروي بسيدي بوبكر وتويسيت

انطلقت الدورة الثالثة لملتقى جمعية “شبابجين الطوعو”، واضعةً نصب عينيها التركيز على العالم القروي، وتحديداً مدينتي سيدي بوبكر وتويسيت. وقد شكل هذا النشاط فرصة مهمة للمتطوعين لتقديم مهام جلة وشتى للمجتمع، تلبيةً لـ “نداء الوطن”، باعتبار أن العمل التطوعي هو نداء للوطن وليس للجمعية فحسب.

لقد سعى القائمون على الملتقى لترك أثر إيجابي يظهر في انضباط المتطوعين وسلوكهم ومعاملتهم، مشددين على ضرورة أن يكون عملهم منظماً ليعكس صورة إيجابية عنهم. ويتطلب هذا العمل الإنساني توفير الإمكانيات المادية والمعرفية على حد سواء.

القيادة والقائد الفعال في صميم العمل التطوعي

تضمن الملتقى ورشات معرفية مكثفة، أبرزها ورشة حول “القيادة والقائد الفعال”. ويأتي هذا التركيز من منطلق أن المتطوع هو بالأساس قائد يقود العمل الإنساني. وتناولت الورشة أهم المواصفات التي يجب أن تتوفر في القائد، حيث يجب أن يكون القائد أصيلاً. كما ينبغي عليه إتقان عدد من المهارات الضرورية مثل التواصل والذكاء العاطفي، إلى جانب مهارات تدبير الاختلاف وتدبير الوقت. هذه المهارات يمكن تعلمها وتطويرها من خلال الممارسة والاحتكاك بالآخرين في أنشطة مثل هذا الملتقى، وكذلك عبر التدريب الذاتي والبحث المعرفي.

كما شملت فعاليات الملتقى ورشة مهمة حول الإذاعة، التي قام بتأطيرها مود بوعمامة. وتميزت الورشة بشقيها النظري والتطبيقي، واستفاد منها طلبة يدرسون بشعبة الإعلام والصحافة بجامعة محمد الأول بوجدة، إلى جانب شباب وشابات جمعية “جينطوعو” وأبناء المدينتين.

العمل الميداني والالتزام بالعالم القروي

لم يقتصر النشاط على الجانب المعرفي، بل امتد للعمل الميداني. وشمل ذلك حملة التشجير التي جرت في المركب السوسيو رياضي وفي “الجرده” بالمدينة، بالإضافة إلى تنظيم حملة نظافة.

ويُشار إلى أن اختيار المدينتين لم يأتِ عبثاً، حيث تُعتبر سيدي بوبكر وتويسيت مدينتين حضاريتين منذ القدم. وتاريخياً، احتوت سيدي بوبكر على أول سينما في المغرب. واليوم تُعتبران منطقة سياحية بامتياز وجميلة بمناظرها. وتعهدت الجمعية بأن تركيزها على العالم القروي سيبقى مستمراً حتى اليوم العالمي المقبل للتطوع، الموافق 5 ديسمبر 2026.