جيل24: دفاعًا عن الشرعية الروحية للطريقة القادرية البودشيشية

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله الذي يحفظ أولياءه من كيد الخائنين، ويُبطل مكر المغرضين بنور هدايته، والصلاة والسلام على سيدنا محمد، البشير النذير، والسراج المنير، وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه إلى يوم الدين. قال تعالى: “وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الْآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ”، فكل أمر بقضائه، وكل طريق إلى الله موصول بسنده المحمدي.
من موقعنا في هيئة التحرير، وإذ نستلهم روح التصوف السني الوسطي، نكتب هذه الكلمات استجابةً لبيان رابطة الشرفاء البودشيشيين، الصادر بتاريخ 13 غشت 2025، دفاعًا عن الشرعية الروحية للطريقة القادرية البودشيشية، وعن مقام شيخها العارف بالله، القطب الرباني، الدكتور سيدي منير، وارث السر المحمدي بوصية شرعية ممهورة من شيخ الطريقة الراحل، سيدي جمال – قدس الله سره – ومؤكدة بشهادة علماء أتقياء وشرفاء أبرار. إننا، ونحن نرصد تيارات الفتنة التي تحاول النيل من هذا الصرح الروحي العظيم، نؤكد تمسكنا بوحدة الطريقة وشرعيتها، ونرفض كل محاولات التشويش التي تستهدف زعزعة استقرارها.
لقد تابعت هيئة التحرير، بقلوب يقظة وأعين ساهرة، المحاولات الغادرة التي استهدفت الطريقة منذ لحظة نقل الشيخ الراحل سيدي جمال إلى المستشفى العسكري بالرباط، حيث كان يتلقى العلاج تحت الرعاية الملكية السامية. ومنذ تلك اللحظة، تحركت قوى الشر، مستعينةً بأقلام مأجورة ومنابر الافتراء، لتُشكك في شرعية القطب الرباني سيدي منير، المشهود له بالتقى والورع، والحكمة والكرم، والتشبث الراسخ بأهداب العرش العلوي المجيد.
وبلغت هذه المؤامرة ذروتها ببيان كاذب، زُعم أنه صادر عن الشيخ سيدي منير، يدّعي تنازله عن مشيخة الطريقة بمبررات واهية لا تقاوم نور الحق. لكن الله – جل جلاله – حفظ مريدي الطريقة ومحبيها، وثبّتهم على العهد المحمدي، فردّ كيد المرجفين في نحورهم، وأبطل مخططاتهم الشيطانية.
إن هذه المحاولات ليست مجرد اعتداء على الطريقة البودشيشية، بل هي طعنة في قلب التصوف السني الذي يشكل ركيزة الدين المغربي الأصيل، المتمسك بالعقيدة الأشعرية، والمذهب المالكي، وتصوف الجنيد. إن الانقلاب على وصية الشيوخ الأقطاب – سيدي الحاج العباس، وسيدي حمزة، وسيدي جمال – هو عصيان صارخ لله ورسوله، وفتنة تهدد وحدة الأمة تحت ظلال إمارة المؤمنين، التي يقودها مولانا أمير المؤمنين، جلالة الملك محمد السادس، أعزه الله، حامي الملة والدين، وضامن استقرار الأمة وتدينها الوسطي.
ونحن في هيئة التحرير، نستلهم من بيان رابطة الشرفاء البودشيشيين، فنثمن وقوف مريدي الطريقة ومحبيها كالبنيان المرصوص، دفاعًا عن شرعية شيخهم، ونحيي حكمة الشيخ سيدي منير ورباطة جأشه، ونثمن دور الزوايا الصوفية والعلماء الأجلاء والفاعلين في الحقل الديني، الذين وقفوا سدًا منيعًا ضد هذه المؤامرة. ونشيد بدور الدوائر العليا التي ساهمت في رد الأمر إلى نصابه، مؤكدين أن أي محاولة للنيل من الشرعية محكوم عليها بالفشل، لأنها تقاوم نور الله الذي لا ينطفئ.
وندعو، انطلاقًا من هذا البيان، المريدين والمريدات، مغاربة وأجانب، إلى رفض الفكر المتطرف الذي يروج للانقلاب على الشرعية، والتمسك بمبادئ التصوف الوسطي القائم على المحبة والطاعة والتسليم. ونؤكد، كما أكدت رابطة الشرفاء البودشيشيين، أن أي جهد يُبذل لإثارة الفتنة سيصيبه الخذلان في الدنيا والآخرة. ونحتفظ بحق الطريقة في اتخاذ كل الإجراءات القانونية والقضائية لصون شرعيتها وحماية وحدتها وإشعاعها الروحي والتربوي.
حفظ الله مولانا أمير المؤمنين، جلالة الملك محمد السادس، حامي الملة والدين، وسدد خطاه، وأقر عينه بصاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن، وصاحبة السمو الملكي الأميرة للا خديجة، وصاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، وسائر الأسرة الملكية الشريفة. ونسأل الله أن يحفظ الطريقة القادرية البودشيشية وشيخها سيدي منير من كل سوء، وأن يجعلها منارة هداية ونورًا يضيء دروب الأمة. “إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ”، صدق الله العظيم.
حرر ببركان في 13 غشت 2025
عن هيئة التحرير، مستلهمين بيان رابطة الشرفاء البودشيشيين


