جهود عمال النظافة في إنجاح المهرجانات الفنية: مهرجان إفران الدولي في دورته السابعة نموذجا

في الأمسية الافتتاحية للدورة السابعة من مهرجان إفران الدولي، التي أُقيمت بين 23 و26 يوليوز 2025 تحت شعار “الماء منبع الحياة ورهان التنمية”، كانت ساحة “التاج” تعج بالحيوية مع العرض المبهر لفرقة “أحيدوس” الذي ألهب حماس الجمهور.

وسط هذا الزخم، كان هناك أبطال يعملون في صمت، يجوبون المكان لضمان بقائه نظيفًا ومرتبًا: عمال النظافة.

هؤلاء، الذين غالبًا ما يُغفل عن دورهم، كانوا العنصر الأساسي الذي ساهم في إضفاء لمسة من الجمال والراحة على هذا الحدث الثقافي الكبير.

تُعد المهرجانات الفنية، مثل مهرجان إفران الدولي، منصات للاحتفاء بالفن والثقافة، وفرصة لتعزيز السياحة المحلية. لكن نجاح هذه الفعاليات لا يكتمل دون بيئة نظيفة ومريحة، وهنا يأتي دور عمال النظافة. فهم لا يقتصر عملهم على جمع النفايات، بل يمتد إلى خلق تجربة ممتعة للزوار من خلال الحفاظ على جمالية الموقع ونظافته، مما يعكس صورة إيجابية عن المدينة والمهرجان.

خلال الأمسية الأولى، لاحظتُ كيف كان عمال النظافة يتحركون بنشاط وتنظيم عالٍ، حاملين أدواتهم البسيطة، لجمع المخلفات التي خلفها الزوار. كانوا يعملون بسرعة لضمان خلو الساحات من أي فوضى، مما سمح للجمهور بالتركيز على الاستمتاع بالعروض الفنية دون تشتيت.

مساهمات عمال النظافة في مهرجان إفران الدولي في هذه الدورة، التي ركزت على موضوع بيئي حيوي هو “الماء منبع الحياة”، ساهمت في تعزيز رسالة المهرجان البيئية من خلال إدارة النفايات بطريقة مستدامة، مبرزين أن إفران مدينة نظيفة وصديقة للبيئة، مما يعزز جاذبيتها السياحية.

طبعا عمل عمال النظافة خلال المهرجانات ليس بالمهمة السهلة. ففي مهرجان إفران، الذي يستقطب آلاف الزوار، تجاوز 70 الف حسب الجهات المنظمة، يتولد حجم هائل من النفايات في وقت قصير، مما يتطلب جهدًا مضاعفًا وسرعة في الأداء. إضافة إلى ذلك ساعات العمل الطويلة التي تتطلب تحملًا بدنيًا ونفسيًا. ورغم هذه التحديات، واصلوا عملهم بتفانٍ يستحق التقدير.

في النهاية، يظل عمال النظافة من الأعمدة الأساسية التي تقوم عليها نجاحات المهرجانات الفنية، ومهرجان إفران الدولي في دورته السابعة يبرز هذا الدور بوضوح. من خلال مشاهداتي في الأمسية الافتتاحية، أدركتُ أن جهودهم لا تقتصر على الحفاظ على نظافة المكان، بل تمتد إلى دعم الرسالة البيئية والثقافية للمهرجان.

إن الاعتراف بهؤلاء العمال ودعمهم هو خطوة ضرورية لضمان استمرار تألق مثل هذه الفعاليات التي تعكس الوجه الحضاري للمغرب.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!