جهة الشرق تحتضن أكثر من 84 ألف مؤسسة اقتصادية نشيطة وفق إحصاءات المندوبية السامية للتخطيط

وجدة، 11 يونيو 2025 –

كشفت نتائج عملية التوطين الخرائطي للمنشآت الاقتصادية، التي أجرتها المندوبية السامية للتخطيط خلال الفترة من أبريل 2023 إلى ماي 2024، عن وجود 84,928 مؤسسة اقتصادية نشيطة في جهة الشرق، تمثل 6.5% من إجمالي المؤسسات النشيطة على المستوى الوطني، والبالغ عددها 1,304,564 مؤسسة.

هيكلية المؤسسات الاقتصادية في الجهة
وفقًا لمذكرة المديرية الجهوية للمندوبية السامية للتخطيط، تهيمن المؤسسات الهادفة للربح على المشهد الاقتصادي في الجهة بنسبة 86.7% (73,642 مؤسسة)، تليها مؤسسات الخدمات العمومية بنسبة 11.7%، ثم المؤسسات غير الهادفة للربح التي تُزاول أنشطتها في محلات مستقلة بنسبة 1.6%. ويعكس هذا التوزيع النمط الوطني، حيث تسجل المؤسسات الهادفة للربح نسبة مماثلة (86.7%)، بينما تمثل مؤسسات الخدمات العمومية 11.3% والمؤسسات غير الهادفة للربح 2.1%.

توزيع جغرافي مركز في المحور الشمالي
يتركز النسيج الاقتصادي لجهة الشرق بشكل رئيسي في المحور الشمالي، الذي يضم 76.4% من المؤسسات النشيطة. وتتصدر عمالة وجدة-أنجاد القائمة بنسبة 27.6%، تليها إقليم الناظور (26.6%)، ثم بركان (13.6%)، تاوريرت (8.8%)، الدريوش (8.6%)، جرسيف (6.8%)، فجيج (4.4%)، وجرادة (3.6%). وتبرز عمالة وجدة-أنجاد وإقليم الناظور كمركزين رئيسيين للمؤسسات الهادفة للربح، حيث يحتضنان معًا أكثر من نصف هذه المؤسسات (29.4% و27.7% على التوالي).

الأحياء السكنية مركز النشاط الاقتصادي
تشير النتائج إلى أن 82.1% من المؤسسات الاقتصادية في الجهة تتمركز في الأحياء السكنية، مقارنة بـ84% على المستوى الوطني. أما المجمعات التجارية فتستحوذ على 12.7% من المؤسسات، بينما تمثل المناطق الصناعية والإدارية نسبًا أقل (1% و0.8% على التوالي). وتظل المناطق السياحية ومجمعات الصناعة التقليدية محدودة التأثير، حيث تستقطب 0.2% و0.1% فقط من المؤسسات.

تشغيل اليد العاملة ومشاركة النساء
توفر المؤسسات الهادفة للربح في الجهة 172,595 فرصة عمل دائمة، أي 4.8% من إجمالي التشغيل الدائم على المستوى الوطني (3.6 مليون مشتغل). وتستحوذ عمالة وجدة-أنجاد على 36.5% من هذه الوظائف، تليها الناظور بنسبة 29.2%. وتبلغ نسبة النساء في التشغيل الدائم 22.3% (38,462 امرأة)، وهي أقل من المتوسط الوطني (27.7%). وتتجاوز مشاركة النساء الربع في وجدة-أنجاد (26.5%) وجرسيف (26.3%)، بينما تظل متواضعة في الدريوش (9.4%).

منهجية متطورة لإحصاء دقيق
أُجريت عملية التوطين الخرائطي باستخدام تقنيات حديثة، تشمل أنظمة المعلومات الجغرافية المتنقلة، وصور الأقمار الاصطناعية عالية الدقة، وأجهزة لوحية مزودة بنظام التموضع العالمي (GPS). وهدفت العملية إلى تحديث البيانات المتعلقة بالتوزيع الجغرافي للأنشطة الاقتصادية، وتوفير قاعدة بيانات شاملة تدعم التخطيط الاقتصادي على المستويات المحلية والجهوية والوطنية.

آفاق اقتصادية واعدة
تؤكد هذه الأرقام على الدور الحيوي لجهة الشرق في النسيج الاقتصادي الوطني، مع تركيز واضح على المؤسسات الهادفة للربح والمحور الشمالي كمحرك رئيسي للنشاط الاقتصادي. ومع استمرار التحول الرقمي للمندوبية السامية للتخطيط، من المتوقع أن تسهم هذه البيانات في تعزيز السياسات الاقتصادية ودعم التنمية المستدامة في الجهة والمملكة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!