جهة الشرق تتربع على عرش التميز التربوي: حصيلة استثنائية لعام 2025 وآفاق واعدة في أفق 2026

وجدة – 25 دجنبر 2025

في محطة تربوية بارزة، عقدت الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الشرق مجلسها الإداري برسم دورة دجنبر 2025، برئاسة السيد وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة. وقد شكل هذا اللقاء فرصة لتقييم حصيلة مرحلية مشرفة، ورسم معالم برنامج عمل طموح لسنة 2026، يستجيب للتحديات الديموغرافية والسوسيو-اقتصادية للجهة,.

جهة الشرق تتربع على عرش التميز التربوي: حصيلة استثنائية لعام 2025 وآفاق واعدة في أفق 2026插图

أرقام تتحدث: صدارة وطنية وطفرة في المؤشرات

أظهرت المعطيات المقدمة في “العرض” أن جهة الشرق تواصل ريادتها التعليمية؛ حيث احتلت المرتبة الأولى وطنياً في نسب النجاح بالبكالوريا بنسبة بلغت 96.74%,. كما حققت الجهة قفزة نوعية في تعميم التعليم الأولي، إذ وصلت نسبة التمدرس إلى 80%، مع هدف معلن للوصول إلى التعميم الشامل بحلول موسم 2027-2028,,.

ولم يقتصر النجاح على النتائج الإشهادية، بل امتد ليشمل المردودية الداخلية؛ فقد سجلت الجهة انخفاضاً تاريخياً في نسب التكرار بالسلك الإعدادي، حيث تراجعت من 23.9% إلى 9.6%,. كما تقلصت نسب الهدر المدرسي بشكل ملحوظ، خاصة في “إعداديات الريادة” التي سجلت انخفاضاً بنسبة تفوق الضعف مقارنة بالمؤسسات العادية,.

مؤسسات الريادة: مختبر لتجويد التعلمات

يعتبر “نموذج الريادة” العمود الفقري للإصلاح بالجهة؛ حيث بلغ عدد مدارس الريادة بالسلك الابتدائي 434 مؤسسة (تغطي 64% من المؤسسات)، بينما شمل النموذج 54 إعدادية,. وقد انعكس هذا النموذج مباشرة على مستوى التلاميذ، حيث سجل العرض تطوراً في نسب التحكم في التعلمات الأساس (الرياضيات، العربية، الفرنسية) بنسب تراوحت بين 14% و27%,.

الدعم الاجتماعي والمسارات البديلة: مدرسة للجميع

لتحقيق الإنصاف، خاصة في ظل تحديات الفقر متعدد الأبعاد والهشاشة في بعض الأقاليم كجرسيف وفجيج، عززت الأكاديمية من آليات الدعم الاجتماعي,. وتميزت الجهة بتحويل “النقل المدرسي” إلى “نقل تربوي” نموذجي، مع تعزيز التربية الدامجة من خلال قاعات الموارد وتكوين أساتذة متخصصين,. وفيما يخص المنقطعين، تراهن الأكاديمية على مدارس الفرصة الثانية – الجيل الجديد، مستهدفة رفع عدد المستفيدين إلى 3000 في الموسم المقبل,.

مخطط 2026: استثمار في البنية والبشر

لا تتوقف الطموحات عند الحصيلة المحققة، إذ تمت المصادقة على برنامج عمل 2026 الذي يتضمن:

توسيع العرض المدرسي: بناء 115 وحدة للتعليم الأولي، وإحداث 12 مؤسسة تعليمية جديدة، وإضافة 140 حجرة دراسية للتوسيع,,.

تطوير الرأس المال البشري: استهداف 23,323 إطاراً في المخطط الجهوي للتكوين المستمر، مدعوماً بتدشين المركز الجهوي للملتقيات والتكوين “المغرب العربي” بوجدة,.

الحكامة: توقيع “عقود الأداء” والمصادقة على ميثاق التلميذ لضمان الالتزام والشفافية في تنفيذ المشاريع.

إن هذه الحصيلة والآفاق الواعدة تؤكد أن مدرسة الجودة بجهة الشرق لم تعد مجرد شعار، بل أصبحت واقعاً ملموساً يُبنى على أسس علمية وميدانية رصينة.

اخيرا يمكن تشبيه مسار الإصلاح التربوي بجهة الشرق بـ “البناء المعماري المتكامل”؛ فبينما تمثل البنيات التحتية والوسائل الرقمية “الجدران والأساسات”، يمثل التكوين المستمر ونموذج الريادة “الروح والحياة” داخل هذا البناء، مما يضمن في النهاية صموده وتطوره ليوفر الملجأ الأمثل لتطوير قدرات أجيال المستقبل.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!