هل الشواهد الممنوحة من ENSAO مزورة؟ جمعية طلبة المدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية بوجدة ترد، وجيل24 تحلل الوثائق.

وجدة، 31 ماي 2025 –

مقدمة
في الآونة الأخيرة، تعرضت المدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية بوجدة (ENSAO)، التابعة لجامعة محمد الأول، لادعاءات إعلامية خطيرة اتهمتها بتزوير شهادات النجاح للطلبة المشاركين في برامج الدبلوم المزدوج مع جامعات فرنسية. هذه الادعاءات، التي أثارت جدلًا واسعًا، أثارت تساؤلات حول مصداقية الشراكات الدولية وجودة الدبلومات الممنوحة.

وبعد توصل الجريدة بنسخ لنماذج من الاتفاقيات والقيام بتحليلها ومناقشة كل تلك الادعاءات في ضوء الوثائق الرسمية والاتفاقيات الموقعة، سنحاول في هذا المقال الاستقصائي الإجابة على السؤال المحوري: هل الشواهد الممنوحة من ENSAO مزورة؟

خلفية الادعاءات
وفقًا لبيان جمعية طلبة ENSAO، تناقلت بعض الصحف والوسائط الإعلامية اتهامات تفيد بأن المدرسة تقوم بتزوير شهادات النجاح للطلبة المشاركين في برامج الدبلوم المزدوج، زاعمة أن هؤلاء الطلبة لم يكملوا دراستهم في المغرب أو لم يجتازوا الامتحانات المطلوبة. هذه الادعاءات أثارت قلق الطلبة وأولياء أمورهم، مما دفع جمعية الطلبة إلى إصدار بيان رسمي لتوضيح الحقائق والدفاع عن سمعة المؤسسة.

تحليل الشراكات الدولية
تعتمد برامج الدبلوم المزدوج على اتفاقيات رسمية موقعة بين ENSAO وعدة جامعات فرنسية مرموقة، وبحسب الوثائق المتوفرة نجد جامعة فرانش-كونتيه (UFC)، وجامعة بروتاني الغربية (UBO)، وجامعة ليتورال كوت دوبال (ULCO)، وجامعة سوربون باريس نورد (USPN). هذه الاتفاقيات، التي تم الاطلاع عليها وتحليلها، توضح النقاط التالية:

1. وجود شراكات موثقة: الوثائق تؤكد أن الشراكات بين ENSAO والجامعات الفرنسية رسمية وموثقة، مع أهداف واضحة تتمحور حول تقديم برامج دبلوم مزدوج وتعزيز التنقل الأكاديمي.
2. هيكلية برامج الدبلوم المزدوج: تتطلب هذه البرامج من الطلبة قضاء السنة الأخيرة (الفصلان 9 و10) في الجامعة الفرنسية الشريكة. خلال الفصل الأول، يدرسون مقررات نظرية (30 وحدة ECTS)، بينما يخصص الفصل الثاني لتدريب عملي أو مشروع نهاية الدراسة (30 وحدة ECTS). هذه الفترة في الخارج جزء لا يتجزأ من البرنامج ومعترف به رسميًا من قبل ENSAO.
3. التقييم والتخرج: يخضع الطلبة لتقييم مشترك من قبل ENSAO والجامعة الشريكة. بعد اجتياز الامتحانات والتدريب بنجاح، يحصل الطالب على دبلوم مهندس من ENSAO ودبلوم ماجستير أو مهندس من الجامعة الفرنسية. الوثائق تؤكد أن الدراسات والامتحانات التي تُجرى في فرنسا معترف بها من قبل ENSAO كجزء من متطلبات التخرج.

رد جمعية الطلبة
ردًا على الادعاءات، أصدرت جمعية طلبة ENSAO بيانًا رسميًا أكدت فيه ما يلي:

• الشراكات مع الجامعات الفرنسية رسمية وموثقة، وقد تم الاطلاع على الاتفاقيات الموقعة للتأكد من ذلك.
• دبلوم ENSAO يتمتع بقيمة وتأثير كبيرين على المستويين الوطني والدولي، بفضل جودة التكوين والكفاءات التي تؤطره.
• البرامج الدولية تمثل قيمة مضافة حقيقية للمسار الأكاديمي، وتساهم في تعزيز ثقافة التميز والتنافسية السليمة.
• دعوة الجمهور إلى الدقة وتجنب الأخبار الزائفة التي تهدف إلى بث التشويش والتضليل.

هل الشواهد مزورة؟
بناءً على تحليل الوثائق الرسمية والاتفاقيات، لا يوجد أي دليل يدعم ادعاءات تزوير الشهادات. على العكس، تظهر الوثائق أن برامج الدبلوم المزدوج تعتمد على إطار قانوني وأكاديمي منظم:

• الطلبة المشاركون في البرامج يكملون دراستهم في الخارج كجزء من الاتفاقيات، وهذه الدراسات معترف بها رسميًا من قبل ENSAO.
• الامتحانات والتقييمات التي يخضع لها الطلبة في الجامعات الفرنسية تُعتبر جزءًا من متطلبات الحصول على دبلوم ENSAO، مما ينفي الادعاء بأن الطلبة لم يجتازوا الامتحانات المطلوبة.
• الشفافية في التعامل مع هذه البرامج، كما أكدتها جمعية الطلبة، تعزز مصداقية العملية الأكاديمية.

تداعيات الادعاءات
الادعاءات الإعلامية حول تزوير الشهادات أثارت قلقًا بين الطلبة وأولياء الأمور، مما دفع جمعية الطلبة إلى التدخل لتوضيح الحقائق. هذه الادعاءات، التي وصفتها الجمعية بـ”الأخبار الزائفة“، قد تؤثر على سمعة ENSAO والثقة في برامجها الدولية. ومع ذلك، فإن الرد الرسمي والوثائق المتاحة يؤكدان التزام المؤسسة بالشفافية والجودة الأكاديمية.

خاتمة
استنادًا إلى الوثائق المحللة وبيان جمعية طلبة ENSAO، يمكن القول إن ادعاءات تزوير الشهادات لا تستند إلى أسس واقعية. برامج الدبلوم المزدوج مع الجامعات الفرنسية تعتمد على اتفاقيات رسمية وموثقة، وتتبع إطارًا أكاديميًا منظمًا يضمن جودة التكوين والاعتراف بالدبلومات. هذه الشراكات تمثل نموذجًا للتعاون الأكاديمي الناجح، وتساهم في إعداد مهندسين مؤهلين على المستوى الدولي. ومع دعم جمعية الطلبة والوثائق الرسمية، تظل سمعة ENSAO وبرامجها الدولية قوية، مؤكدة التزامها بالتميز والشفافية.