جامعة محمد الأول بوجدة توقع اتفاقية شراكة مع منصة “مسر الغرير” الإماراتية لتعزيز البحث في الذكاء الاصطناعي

وجدة، 16 ديسمبر 2025
في خطوة تعكس التعاون الدولي في مجال التعليم والابتكار، وقع رئيس جامعة محمد الأول بوجدة، الأستاذ ياسين زغلول، اتفاقية شراكة مع المدير التنفيذي لمنصة “مسر الغرير” (Massar Al Ghurair) الإماراتية، السيد سعيد بن سيف أحمد مجيد الغرير، وذلك يوم الثلاثاء 16 ديسمبر الجاري بكلية الطب والصيدلة بوجدة. تعد هذه الاتفاقية الأولى من نوعها بين المنصة الإماراتية وجامعة مغربية، مما يعزز مكانة جامعة وجدة كرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي على المستوى الإفريقي.
اختارت منصة “مسر الغرير”، التي تُعد منصة تعليمية وتربوية متطورة تعتمد على الذكاء الاصطناعي، جامعة محمد الأول بوجدة كشريك أول في المغرب، نظراً لريادتها في البحث العلمي والتكنولوجيا. تمتلك الجامعة مؤسسات متخصصة مثل المدرسة الوطنية للذكاء الاصطناعي والرقمنة، وبيت الذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى تصنيفها الأول على الصعيد الإفريقي في هذا التخصص.
وفقاً للمعلومات المتاحة، تهدف المنصة الإماراتية، التي أطلقتها مؤسسة عبدالله الغرير للتعليم في عام 2025، إلى تقديم إرشادات مهارات شخصية، مسارات مهنية مخصصة، وأدوات مطابقة وظائف مدعومة بالذكاء الاصطناعي الأخلاقي، لمساعدة الشباب العربي على اكتساب مهارات جاهزة للمستقبل وتعزيز فرص التوظيف. كما تشمل برامجها تدريبات متخصصة في تطبيقات الذكاء الاصطناعي في قطاعات مثل الرعاية الصحية، المالية، والصناعات، من خلال برنامج “نمو الغرير” الذي يمتد لـ20 أسبوعاً.
في كلمته خلال الحفل الرسمي، أكد الأستاذ ياسين زغلول أن الاتفاقية ستساعد الطلبة والأساتذة في مجالات الذكاء الاصطناعي والرقمنة، مع خلق فرص عمل جديدة. وأشار إلى أهمية هذا المجال الواسع والمتشعب في مستقبل الفلاحة، الصناعة، والابتكار، قائلاً: “من يملك الذكاء الاصطناعي والرقمنة، سيتحكم في التكنولوجيا والابتكار“. وأضاف أن المجال لا يتطلب استثمارات مالية كبيرة، بل يركز على الاستثمار في رأس المال البشري من خلال دورات تكوينية. كما قدم زغلول عرضاً للوفد الإماراتي عن الكليات، المدارس، والمرافق التابعة للجامعة، بما في ذلك عدد الطلبة المغاربة والأجانب، المختبرات، المجلات العلمية، والجوائز الوطنية والدولية التي حصلت عليها الجامعة. وتطرق إلى ابتكارات مثل الدرونات والأفران الشمسية.
من جانبه، عبر السيد سعيد بن سيف أحمد مجيد الغرير عن امتنانه لحفاوة الاستقبال، مشيراً إلى العلاقات القوية بين الإمارات العربية المتحدة والمملكة المغربية، والتي تترجم اليوم في مجال الذكاء الاصطناعي. وأوضح أن الهدف من الشراكة هو تطوير البرمجيات باستخدام التكنولوجيا الحديثة، وتكوين الطلبة والأساتذة لفتح آفاق مستقبلية أمامهم.
أما محمد الدبور، عضو الوفد المرافق، فقد أكد سعي المنصة لتطوير البحث العلمي وإيجاد بدائل محلية لتحقيق نتائج عالمية، مع مخاطبة الناس بلغتهم. وأعرب عن أمله في استثمار “التجربة” مع المنصة لخلق مستقبل رائع.في سياق متصل، أفادت الأستاذة إلهام سليماني من كلية العلوم بوجدة أن الجامعة ستنظم يوم 3 يناير المقبل لقاء يجمع أساتذة وطلبة باحثين في الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك ChatGPT Pro، مع ممثل عن المنصة محمد الدبور. وسيتبع اللقاء دورات تكوينية للطلبة، حيث قد يحصل المتفوقون على فرص تدريبية في دبي بالإمارات.
حضر الحفل نواب رئيس الجامعة، عمداء الكليات، مدراء المدارس العليا، وبعض الأساتذة والطلبة المتخصصين. تأتي هذه الشراكة في إطار جهود الإمارات لتعزيز التعليم عبر الذكاء الاصطناعي، حيث أطلقت مؤسسة عبدالله الغرير مبادرات أخرى مثل دعم النساء في مجال الذكاء الاصطناعي ودعم التعليم عبر الإنترنت.
يُتوقع أن تساهم الاتفاقية في تعزيز الابتكار المشترك بين البلدين، مما يفتح أبواباً جديدة للشباب في عالم التكنولوجيا السريع التطور.









