تكريم محمد برادة في كلمة أحمد البوكيلي: شغف وإرادة في خدمة الإعلام والإنسانية

مكناس – 14 يونيو 2025
خلال الندوة التكريمية التي أقيمت على هامش المؤتمر الجهوي لفرع الفيدرالية المغربية لناشري الصحف بجهة فاس-مكناس يومي 13 و14 يونيو 2025 بمكناس، ألقى السيد أحمد البوكيلي، أحد أعمدة الإعلام المغربي والمدير العام السابق للإذاعة الوطنية، مداخلة مؤثرة خلال حفل توقيع كتاب “شغف وإرادة: رهان في الإعلام والثقافة والسياسة” للصحفي المخضرم محمد عبد الرحمن برادة. وصفت الكلمة برادة كرمز للإعلام والثقافة، وكشخصية إنسانية فريدة، وهو “أقرب من حبل الوريد” للبوكيلي.

استهل البوكيلي مداخلته معبرًا عن صعوبة الحديث عن شخص قريب إلى قلبه مثل برادة، قائلًا إنه حائر “من أين أبدأ وإلى أين أنتهي”. وأشار إلى أن معرفته العميقة ببرادة، التي تعززت من خلال علاقته بشقيقه الراحل ناصر، تجعل مهمته أكثر تعقيدًا لأنها تحمل أبعادًا إنسانية ومهنية عميقة. واعتبر برادة “عالمًا من أعلام الثقافة والفكر والإعلام” في المغرب، مفتخرًا بتقديمه في هذه المناسبة.

ركز البوكيلي على الجوانب الإنسانية في شخصية برادة، التي قد لا تكون وردت بالتفصيل في كتابه. أبرزها:

  • علاقته بشقيقه ناصر: روى البوكيلي قصة مؤثرة عن ناصر، شقيق برادة الأصغر، الذي كان يفيض حيوية ونشاطًا في “سابريس”. عندما أصيب ناصر بداء خطير، كان برادة الوحيد في العائلة الذي عرف بحقيقة مرضه من الأطباء. اختار برادة إبقاء هذا السر لنفسه لسنوات، مقدمًا كل أشكال الدعم لأخيه حتى وفاته، ليبوح بعدها بحقيقة قلقه المستمر. هذه القصة، كما أشار البوكيلي، تعكس تضحية برادة الإنسانية وصبره.
  • رعايته لوالديه: تحدث البوكيلي عن علاقة برادة الوثيقة بوالديه. وصف والده بأنه “تاجر متوسط ورجل وطني”، كان برادة متعلقًا به ويتابع أعماله يوميًا. بعد وفاة والده، انتقل اهتمامه إلى والدته، حيث كان يزورها يوميًا للاطمئنان عليها وتلبية احتياجاتها.
  • عائلته الكبرى: لم يقتصر عطاء برادة على عائلته الصغرى، بل شمل “عائلته الكبرى” من الأصدقاء والزملاء. أكد البوكيلي أن برادة كان يعرف بـ”الدار الكبير” في أوساط الصحفيين، لأنه لم يتردد يومًا في تقديم المساعدة. واستشهد بمقولة الراحل حسن عمر العلوي: “هنيئًا لمن مات قبل محمد لا”، في إشارة إلى رعاية برادة له، وباهتمامه بالإذاعي الراحل محمد المجدول حتى وفاته. كما روى قصة تدخل برادة السريع لإنقاذ صحفي من السجن بسبب شيك بدون رصيد، مما يبرز استجابته الفورية لاحتياجات زملائه.

انتقل البوكيلي للحديث عن إخلاص برادة لوطنه، مشيرًا إلى دوره في “سابريس” الذي تناوله الصديق محمد شوقي بإيجاز. وأبرز مساهمات برادة في خدمة الوحدة الترابية وقضايا الوطن، خاصة خلال رئاسته لاتحاد الموزعين العرب، حيث كان بيته في الدار البيضاء “قبلة” للموزعين العرب الزائرين. كما أشاد بتنظيم برادة لقاء ثقافي كبير لتقديم كتاب “ذاكرة ملك” للحسن الثاني، والذي جمع نخبة من المثقفين والصحفيين العرب، بما فيهم إميل حبيبي من فلسطين المحتلة.

سلط البوكيلي الضوء على تجربته المشتركة مع برادة في لجنة أخلاقيات المهنة بالقناة الثانية (دوزيم)، حيث كان برادة رئيسًا للجنة والبوكيلي عضوًا. استمر عملهما ثلاث سنوات، وأكد البوكيلي أن برادة تطوع وسافر إلى فرنسا على نفقته الخاصة لمدة عشرة أيام لجمع معلومات حول أخلاقيات المهنة. عاد برادة بتقرير مفصل شكل أساس عمل اللجنة، مما يعكس التزامه العميق بتنظيم المهنة وتطويرها.

اختتم البوكيلي مداخلته بشهادة جامعة، واصفًا برادة بشخصية فريدة تجمع بين العطاء الإنساني والالتزام المهني. من خلال قصصه الإنسانية عن ناصر، والديه، وزملائه، ومن خلال إسهاماته في “سابريس” والإعلام، يظهر برادة كرمز للشغف والإرادة. كلمة البوكيلي لم تكن مجرد تكريم، بل وثيقة حية تعزز قيمة كتاب “شغف وإرادة” كمرجع يلهم الأجيال الصحفية للجمع بين المهنية والإنسانية في خدمة الوطن.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!