تدشين مشروع ياباني لتزويد ساكنة واكليم بإقليم تنغير بالماء الصالح للشرب
يوسف القاضي – واكليم، تنغير، 13 يونيو 2025
في خطوة تعكس التعاون الدولي الناجح وتؤكد التزام اليابان بدعم التنمية المستدامة في المغرب، أشرف السفير الياباني، يوم الخميس 12 يونيو 2025، على تدشين مشروع تنموي هام بدوار واكليم بإقليم تنغير. المشروع، الذي يهدف إلى تزويد الساكنة المحلية بالماء الصالح للشرب باستخدام الطاقة الشمسية، يمثل نموذجًا للشراكة بين المجتمع المدني المغربي والحكومة اليابانية، ويسهم في تحسين الظروف المعيشية والصحية لأكثر من 5000 نسمة.
بحضور رئيس الجماعة الترابية واكليم، يوسف بوكا، وممثلي المجتمع المدني، وجمع غفير من الساكنة المحلية، تم تدشين بئر مجهز بمنظومة طاقة شمسية متطورة في دوار واكليم. المشروع، الذي تم تمويله من قبل سفارة اليابان بالمغرب في إطار برامجها للدعم الإنساني والتنمية المستدامة، يعكس التزام طوكيو بدعم المجتمعات القروية النائية في المغرب.
يتضمن المشروع تجهيز البئر بـ42 لوحة شمسية بقدرة إجمالية تبلغ 11 كيلوواط، مما يضمن توفير الماء الصالح للشرب بطريقة صديقة للبيئة. هذه التقنية لا تقلل فقط من الاعتماد على الطاقة التقليدية، بل تتيح لجمعية أزاك للماء الصالح للشرب، المسؤولة عن المشروع، توفير تكاليف فواتير الكهرباء، وإعادة استثمار هذه الموارد في مبادرات تنموية أخرى.
أكد رئيس جمعية أزاك، في تصريح لـلجريدة، أن المشروع يستفيد منه أكثر من 5000 نسمة، إلى جانب عدة مرافق عمومية واجتماعية تشمل مؤسسات تعليمية (إعدادية، ابتدائية، ووحدات للتعليم الأولي)، ملعب القرب، والمركز الصحي. وأضاف أن توفير الماء الصالح للشرب يخفف العبء عن الساكنة، خاصة النساء والأطفال، الذين كانوا يقطعون مسافات طويلة لجلب المياه من مصادر بعيدة.
هذا التخفيف من الأعباء اليومية يحمل أبعادًا اجتماعية ونفسية مهمة. فبالنسبة للنساء، يوفر المشروع وقتًا إضافيًا يمكن استغلاله في تطوير أنشطة مدرة للدخل أو المشاركة في الحياة العامة. أما بالنسبة للأطفال، فإن سهولة الوصول إلى الماء تدعم انتظامهم في التعليم، وتقلل من مخاطر التسرب المدرسي، خاصة بين الفتيات. كما يسهم المشروع في تحسين الظروف الصحية من خلال توفير مياه نظيفة، مما يقلل من انتشار الأمراض المرتبطة بالمياه الملوثة.
كما نوّه يوسف بوكا، رئيس الجماعة الترابية واكليم، بالمشروع، واصفًا إياه بـ”لبنة مهمة في مسار التنمية البشرية المستدامة بإقليم تنغير”. وأشار إلى أن هذا المشروع يجسد نجاح التعاون بين الفاعلين المحليين، ممثلين في جمعية أزاك والجماعة الترابية، والشركاء الدوليين، ممثلين في الحكومة اليابانية. هذا التعاون يعكس الثقة المتبادلة بين المغرب واليابان، ويبرز أهمية المبادرات المشتركة في تعزيز التنمية المحلية.
من جانبها، تؤكد سفارة اليابان أن هذا المشروع يندرج ضمن استراتيجيتها الرامية إلى دعم المجتمعات القروية في المغرب، مع التركيز على مشاريع ذات أثر مباشر على الحياة اليومية للسكان. كما يتماشى المشروع مع الأهداف الأممية للتنمية المستدامة، لا سيما الهدف السادس المتعلق بضمان الوصول إلى المياه النظيفة والصرف الصحي للجميع.
يُعد مشروع واكليم نموذجًا يمكن تعميمه على مناطق قروية أخرى في المغرب، حيث تعاني العديد من الدواوير من نقص الماء الصالح للشرب. كما يفتح المشروع آفاقًا لتعزيز استخدام الطاقة المتجددة في المشاريع التنموية، مما يدعم الاستدامة البيئية ويقلل من الاعتماد على الموارد غير المتجددة.
إضافة إلى ذلك، يبرز المشروع دور المجتمع المدني كشريك أساسي في التنمية المحلية. فنجاح جمعية أزاك في إدارة هذا المشروع يعكس قدرة الجمعيات المحلية على تحمل المسؤولية وتحقيق نتائج ملموسة عند توفر الدعم المناسب.
يمثل تدشين مشروع تزويد ساكنة واكليم بالماء الصالح للشرب، بتمويل ياباني، خطوة نوعية نحو تحسين جودة الحياة في المناطق القروية المغربية. هذا المشروع ليس مجرد إنجاز تقني، بل تجسيد للتضامن الدولي والشراكة المثمرة بين المغرب واليابان. من خلال توفير الماء النظيف باستخدام الطاقة الشمسية، يسهم المشروع في تعزيز الاستقرار الاجتماعي، دعم التمدرس، وتحسين الصحة العامة، مما يجعله نموذجًا ملهمًا للتنمية المستدامة. ومع استمرار مثل هذه المبادرات، يتجدد الأمل في مستقبل أفضل لساكنة المناطق النائية، حيث يصبح الماء، رمز الحياة، في متناول الجميع.
المصادر
- تصريح رئيس جمعية أزاك.
- تصريحات رئيس الجماعة الترابية واكليم، يوسف بوكا.
- بيانات سفارة اليابان بالمغرب حول برامج الدعم الإنساني
