تخليد الذكرى الستين لتأسيس الاتحاد الاشتراكي
الذاكرة التي تمتد في المستقبل 1/30 : الشهيد المهدي بن بركة رائد العمل الجمعوي في المغرب
عبد السلام المساوي
ان العمل الجمعوي ظاهرة عرفها المغرب قبل استقلاله ، بل انها ظاهرة ساهمت في تحقيق هذا الاستقلال ؛ وفي هذا الاطار نذكر بالدور الأساسي والتأسيسي الذي لعبه الشهيد المهدي بن بركة ، أحد المؤسسين الفاعلين لحزب القوات الشعبية ، في تأسيس العمل الجاد والهادف ، كاطار عبر من خلاله المغاربة عن وطنيتهم ومواطنتهم .
ان المهدي بن بركة قطب العمل الجمعوي في المغرب بامتياز ورائد العمل الجمعوي بدون منازع ؛ انه أول رئيس لجمعية قدماء ثانوية مولاي يوسف ؛ الجمعية التي أنيطت بها مهام جسيمة ضد الحماية ؛ ويمكن القول بأن هذه هي المعركة الأولى التي خاضها المهدي ضد الاستعمار ، وهذا كان له اكثر من دلالة ومعنى ، فالمهدي فتح على الاستعمار جبهات متعددة .
لقد كان الشهيد المهدي بن بركة أستاذا ومربيا ، كان يؤمن بدور التربية في تأهيل المواطنين للمساهمة في التحرير والبناء ، لذلك كان الدينامو الذي ساهم في تأسيس مجموعة من الجمعيات المدنية لتنخرط في معركة الاستقلال والتحرير ؛ من هذه الجمعيات نذكر ” جمعية الطلبة المغاربة ” ….
عقب الاستقلال أولى الشهيد المهدي بن بركة اهتماما كبيرا للعمل الجمعوي نظرا لنجاعته وفعاليته في مسار البناء والتقدم ؛ فأسس سنة 1956 ” الطفولة الشعبية ” ، ولعب دور أساسيا بعد ذلك في تأسيس” الشبيبة الاستقلالية ” فتأسيس ” الاتحاد الوطني لطلبة المغرب ” ….
لقد كان المهدي بن بركة يعرف ان الديموقراطية تقتضي مساهمة جميع المواطنين في تسيير شؤونهم ؛ كان مؤمنا بفعالية انخراط كافة مكونات المجتمع في التحرير والبناء ، لذا وجب تأطيرهم وتنظيمهم في جمعيات تؤهلهم لممارسة العمل السياسي الواعي في الأحزاب . ويمكن القول ان المهدي بنبركة هو الوحيد الذي كان واعيا بأهمية وفعالية العمل الجمعوي ، من هنا انخرط فيه بكل حماس جدي ووعي هادف ….
