تحديات السدود المغربية: زيارة ميدانية تسلط الضوء على قضايا بيئية ملحة (+ فيديو)

سد محمد الخامس – 18 ماي 2025
في اطار الجهود لتعزيز الوعي البيئي ودراسة التحديات المرتبطة بالمشاريع البيئية الكبرى،نظم فضاء التضامن والتعاون بالجهة الشرقيةبتعاون مع وشركائه يوم الأحد 18 ماي 2025زيارة ميدانية الى سد محمد الخامس في اطارمشروع:”من أجل تدبير مستدام للموارد المائية والحفاظ على التنوع البيولوجي لمصب ملوية وساحله”، بدعم مادي من سفارة فرنسا بالمغرب وبتعاون مع كلية العلوم ومركز العلوم وتكنولوجيا الماء بالشرق وكلية الآداب والعلوم الانسانية بوجدة وعدد من الجمعيات البيئية بجهة الشرق.
شارك في الزيارة طلاب دكتوراه وماجستير من كليتي العلوم والآداب والعلوم الإنسانية، إلى جانب أساتذة وفاعلين جمعويين، بهدف استكشاف أهمية السد وتأثيراته البيئية والاقتصادية، مع التركيز على التحديات البيئية الملحة التي تواجه السدود المغربية.
سد محمد الخامس: أهمية استراتيجية وتحديات بيئية
يُعد سد محمد الخامس أحد السدود الكبرى الأربعة على وادي ملوية، إلى جانب سدود حسن تريفداد، واد فها، ومشرح، ويُعتبر ركيزة أساسية للأمن المائي في المنطقة. يخضع السد حاليًا لمشروع تعلية يهدف إلى زيادة طاقته التخزينية، وذلك في سياق استراتيجي لمواجهة تحديات الجفاف المستمر منذ ست سنوات، إلى جانب تداعيات جائحة كورونا، الحرب الأوكرانية الروسية، وزلزال الحوز. هذه العوامل أثرت بشكل كبير على الأمن الغذائي، مما يجعل تعزيز المخزون المائي ضرورة ملحة.
ومع ذلك، أثارت الزيارة نقاشات حول التحديات البيئية الكبرى التي تواجه السدود المغربية، وعلى رأسها مشكلتا التوحل وعدم احترام الصبيب الإيكولوجي. التوحل، الناتج عن تآكل التربة بسبب غياب حملات تشجير فعالة، يقلل من الطاقة التخزينية للسدود.
أما عدم احترام الصبيب الإيكولوجي -كمية المياه اللازمة للحفاظ على الحياة في الوادي- فيُشكل حاجزًا أمام التنوع البيولوجي، خاصة بالنسبة للأسماك وغيرها من الكائنات الحية. وأعرب المشاركون عن أسفهم لعدم إدماج هذا الصبيب في مشروع تعلية سد محمد الخامس، على عكس الممارسات في دول أخرى تحترم هذا الجانب لضمان استدامة النظم البيئية.
زيارة علمية وتحسيسية: التعلم من التجربة
كانت الزيارة بمثابة فرصة تعليمية وتحسيسية للطلاب والأساتذة، حيث هدفت إلى تعميق فهمهم لدور السدود في التنمية الجهوية والوطنية، مع دراسة تأثيراتها الإيجابية والسلبية على البيئة. وقد أبدى الطلاب، ومن بينهم سفيان شريط، طالب دكتوراه بكلية العلوم، حماسهم لاكتساب خبرات ميدانية والاطلاع على سير الأشغال. كما عبروا عن رغبتهم في لقاء المسؤولين لمناقشة القضايا البيئية واستيضاح سبل معالجتها.
وأشاد المشاركون، بمن فيهم الأستاذ خالد وبن يونس بن عائشة، بالجهود التنظيمية للجمعية البيئية واللجنة المنظمة، مؤكدين على أهمية مثل هذه المبادرات في تعزيز الوعي البيئي وتشجيع الحوار حول استدامة المشاريع الكبرى. وأكد الوفد على ضرورة إعادة النظر في إدماج الصبيب الإيكولوجي وحملات التشجير في تصميم وتطوير السدود لضمان توازن بين الأمن المائي والحفاظ على التنوع البيولوجي.
دعوة لتبني نهج مستدام
تُعد هذه الزيارة خطوة مهمة نحو تعزيز الوعي بالتحديات البيئية المرتبطة بالسدود المغربية، وتسليط الضوء على ضرورة تبني نهج مستدام في إدارة الموارد المائية. في ظل الجفاف المستمر والضغوط الاقتصادية والبيئية، يبقى الحفاظ على الأمن المائي والغذائي هدفًا استراتيجيًا لا يمكن تحقيقه دون مراعاة التوازن البيئي.
ويأمل المشاركون أن تُسهم مثل هذه المبادرات في دفع المسؤولين نحو إعادة تقييم السياسات المائية، لضمان استدامة المشاريع الكبرى وحماية النظم الإيكولوجية في وادي ملوية وخارجه.
المصدر: استنادًا إلى زيارة ميدانية نظمتها جامعة محمد الأول والجمعية البيئية.