اي تأثير لحراك الجزائر على المشهد السياسي بالمغرب؟

عبدالعزيز الداودي

نكاد نجزم ان ما يقع بالجزائر من حراك شعبي كان من نتائجه ما لم يكن في الحسبان ووصل حد اجبار الرئيس بوتفليقة على تقديم استقالته بعد أن كانت الطريق معبدة امامه لولاية خامسة بالاضافة طبعا الى اعتقال كبار مسؤولي الدولة مدنيين وعسكريين وفتح ملفات الفساد التي كانت معلقة لعقود طويلة.

وحتى ان كان الحراك بالجزائر مازال بعيدا عن تحقيق اهدافه نظرا لتشبث الجيش بخياراته السياسية. الا ان تأثيرات ما يجري بالجزائر على المغرب لها تداعياتها رغم أن الخطاب الرسمي بالمغرب متحفظ مما يجري في الجزائر من تطورات .

ولعل هذا ما يفسر عزم الدولة على اجراء تعديل حكومي يفسح المجال للكفاءات في محاولة استباقية تروم الى تهدئة الاوضاع وتقديم المزيد من الوصفات التي قد تصل الى محاكمة بعض ناهبي المال العام ومختلسيه من كبار مسؤولي الدولة.

لكن مع ذلك هل تبقى هذه الاجراءات كافية لتجنب ما يحدث في الجزائر من اظطرابات واحتجاجات اثرت على السير العادي لمؤسسات الدولة؟ام الامر هو ابعد من ذلك ويتطلب الارادة السياسية الحقيقية لاصلاح الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية والثقافية ولتوفير حد أدنى من الخدمات للمواطنين من صحة وتعليم وسكن ومن محاربة حقيقية للفساد الاداري والمالي والانتخابي وهو ما يتطلب اعادة النظر في مجموعة من القوانين التي ابانت عن ضعفها.

فالتقطيع الانتخابي مثلا كارثي ومفصل على مقاس وزارة الداخلية وهو ما يعني التحكم المسبق في نتائج الانتخابات. وتقديم المترشحين عن طريق لوائح حزبية اثبت فشله ناهيك عن وجوب الاشراف المباشر للقضاء على الانتخابات او لجان مستقلة لذلك كما هو معمول به في مجموعة من الدول. اجراءات من هذا القبيل يمكن لها أن تعيد ثقة المواطن في مؤسسات الدولة رغم أنها غيض من فيض رزنامة من الاصلاحات وجب تنزيلها تفاديا لاي احتقان اجتماعي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى