النقابة الوطنية للصحافة المغربي: الإعلام الوطني والمقاولات المهنية تواجه تحديات تهدد استمرارية عدد منهم

عقب عقد مؤتمرها التاسع بالمركب الدولي ببوزنيقة، في الفترة من 15 الى 17 دجنبر 2023، تحت شعار” تحصين المهنة وحماية المهنيين“، والذي نتج عنه انتخاب السيد اخشيشن رئيسا جديدا للنقابة خلفا لعبدالله البقالي، كما انتخب المؤتمر ذاته عثمان النجاري رئيسا جديدا للمجلس الوطني الفدرالي للنقابة ذاتها و169 عضوا جديدا بالمجلس ذاته فضلا عن الرئيسين السابقين للنقابة.

يشار إلى أن هذا المؤتمر التاسع يأتي في سياق احتفال النقابة بالذكرى الستين لتأسيسها، وتميزت جلسته الافتتاحية بتكريم أحد رواد ومؤسسي النقابة الوطنية للصحافة المغربية الأستاذ محمد اليازغي.

واضاف البيان انه واستمرارا للإلتزام النضالي المسؤول، المعبر عن الوفاء لمسيرة تاريخية في الدفاع عن المهنة والديمقراطية وحرية الرأي والتعبير ببلدنا، وبالوعي بالإكراهات التي يفرضها تغير السياقات المرتبطة بالتحولات السياسية والاجتماعية والمهنية والتكنولوجية. وكذا السياقات الدولية التي أصبحت أكثر تأثيرا على محيطنا الوطني،

الى ذلك وقف المؤتمرون عند الظرف الاستثنائي الخاص، الذي يواجه الإعلام الوطني والمقاولات المهنية تحديات تهدد استمرارية عددا من القطاعات المرتبطة بالحقل الصحافي، مما يطرح، أيضا، مخاوف استهداف العنصر البشري في وظائفه ومستقبله المهني.

وتعتبر التأثيرات المتعلقة بتقدم الأبحاث في مجال الذكاء الاصطناعي على رأس التحديات المطروحة على مهن الإعلام والصحافة في المستقبل القريب، مما يفرض الانكباب الآني على تقديم أجوبة استباقية لهذا التهديد المحتمل، وتحويل المخاوف منه إلى فعل يوظف الإيجابي، ويواجه ما هو سلبي فيه، مما يجعله فرصة لتطوير المهنة، لا عائقا أمام استمرارها.

وقد أثبتت الكثير من التطورات التي عرفتها السنوات الأخيرة زيف الشعارات التي ترفعها القوى الدولية الكبرى، بخصوص دعم الديمقراطية، وحماية حقوق الإنسان، ومازالت جرائم العدوان الإسرائيلي المتواصلة أكثر فضحا لازدواجية المعايير، التي أصبحت سمة ملازمة للسياسات الخارجية لهذه القوى، وبالتالي فإن الرهان عليها من أجل التطور الديموقراطي، والتنمية المستديمة، وبناء دولة القانون والحريات، هو رهان خاسر، بل قد يسمح بأشكال مرفوضة من التدخل في الشأن العام الداخلي، واستهداف مفردات وعناوين السيادة الوطنية، ولذلك فإن الرهان الأكبر يجب أن يكون وطنيا خالصا، منبثقا من قيمنا وسياقنا وأنساقنا الثقافية، وكذلك من إيماننا بقيم حقوق الإنسان كما هي متوافق عليها كونيا، والتي تتعرض لانتهاك وخيانة لقيمها من طرف هذه القوى الدولية نفسها، التي تدعي نشرها وحمايتها.

كما اوضح المؤتمرون أن النقابة الوطنية للصحافة المغربية تعتبر أن حاجة الحقل الإعلامي إلى وجود مستثمرين، يجب أن يصب في صالح تطوير المشهد الإعلامي الوطني، ليكون أكثر مهنية وتنافسية، لا أن تصبح حرية الصحافة مهددة بقوة المال، مما يحجمها، ويفرض مزيدا من القيود على الصحافيين/ات المهنيين/ات، وتتحول معه العناوين الإعلامية إلى حلبة لتصفية الحسابات على حساب أدوار الصحافة الأساسية في الإخبار، والتثقيف، والتعليق الحر المسؤول. 

وقد توسعت هذه الأزمة لتعم كل المراحل وسلاسل الصناعة الإعلامية إنتاجا ونشرا وتسويقا، ومست الصحافة بفروعها السمعية البصرية، والمكتوبة بدرجة أعلى، سواء منها  الإلكترونية أو الورقية على حد سواء، الشيء الذي عمق الاختلالات، وساهم في ظهور آثار سلبية ، أصبحت معها العديد من المنابر والجرائد مهددة بشبح الانهيار والإفلاس، وأصبح الصحافيون والصحافيات مهددين، هم الآخرون، في معيشهم اليومي إلى درجة أن العديد من المؤسسات الإعلامية لجأت إلى حلول ظرفية قاسية، تحمل تكلفتها الباهظة عموم العاملات والعاملين في مختلف المهن الإعلامية. 

البيان-العام-للمؤتمر-التاسع-للنقابة-الوطنية-للصحافة-المغربية

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى