الملتقى الجامعي الدولي الأول للمهارات الحياتية ينطلق بالقنيطرة: الفنون والآداب والإنسانيات الرقمية بوابة للإبداع والتماسك الاجتماعي


القنيطرة – 19 دجنبر 2025
تنظم جامعة ابن طفيل بالقنيطرة، من خلال فريق البحث في التربية واللغات والفنون والوسائط التابع لمختبر الديداكتيك واللغات والوسائط والدراماتورجيا، وبشراكة مع ماستر المهارات الحياتية والإبداع بكلية اللغات والآداب والفنون، الملتقى الجامعي الدولي الأول للمهارات الحياتية يومي 19 و20 دجنبر الجاري.
يحمل الملتقى عنواناً طموحاً: «الفنون والآداب والإنسانيات الرقمية: بوابة الإبداع لتعزيز المهارات الحياتية»، ويطمح إلى تسليط الضوء على الدور الاستراتيجي الذي يمكن أن تلعبه الأدب والفنون، السينما، المجال السمعي البصري، والإنسانيات الرقمية في بناء مجتمعات متماسكة قادرة على مواجهة التحديات النفسية والاجتماعية المعاصرة.
ويركز الملتقى على كيفية توظيف الدراما، الموسيقى، الفنون البصرية والرقمية، والكتابة الأدبية لتعزيز الانسجام المجتمعي، تنمية مهارات العطاء والتعاون والتفاهم، ودعم الصحة النفسية للأفراد والمجموعات. كما يناقش دور هذه المجالات في معالجة الأزمات النفسية، وتعزيز التوازن الاجتماعي، ومواجهة التوترات الاجتماعية بأدوات إبداعية فعالة.
ويعطي الملتقى أهمية خاصة لدور القيم الدينية في ترسيخ الانسجام الاجتماعي، تصحيح المفاهيم الخاطئة، وتعزيز قيم التسامح والاعتدال، في إطار محاربة التطرف وتعزيز السلام الاجتماعي مع احترام التنوع الثقافي وثقافة الحوار.
من جانب آخر، يدعو الملتقى إلى إدماج التربية على المهارات الحياتية (Soft Skills) ومهارات القوة (Power Skills) والمهارات الرقمية (Digital Skills) ضمن المناهج التعليمية والجامعية منذ المراحل الأولى وحتى مستويات الدكتوراه. وفي هذا السياق، تبرز جامعة ابن طفيل كرائدة وطنية في هذا المجال، حيث انخرطت منذ الموسم الجامعي 2023-2025 في تفعيل تدريس هذه الوحدات عبر مختلف الأسلاك الجامعية وبصيغ تعليمية متنوعة (حضوري، عن بعد، هجين)، مستفيدة من منصات رقمية متقدمة مثل Moodle.ma.
ويأتي هذا الورش في انسجام تام مع توصيات منظمة الصحة العالمية التي تحذر من مخاطر غياب المهارات الحياتية لدى الناشئة والشباب في مواجهة التحديات النفسية والاجتماعية في الألفية الثالثة. كما يعد ماستر المهارات الحياتية والإبداع أول مسلك جامعي من نوعه في المغرب.
ويتناول الملتقى أيضاً قضايا إدماج الفئات الهشة، مثل الأطفال المتخلى عنهم، والأشخاص ذوي الاضطرابات النفسية والاجتماعية (بما في ذلك التوحد)، ودور الفنون والمبادرات الاجتماعية في إعادة إدماجهم. كما يناقش أثر العقوبات السجنية في إعادة التأهيل، وإمكانية استثمار الفنون كوسيلة فعالة للإدماج الإيجابي.
ويشهد الملتقى مشاركة دولية واسعة من لبنان، كندا، سوريا، سويسرا، وموريتانيا، إلى جانب جلسات علمية يؤطرها أساتذة وباحثون وخبراء ميدانيون، فضلاً عن عروض سينمائية قصيرة تتمحور حول مواضيع الملتقى.
يُعد هذا الحدث فضاءً مفتوحاً لتبادل الخبرات بين الأكاديميين، الفنانين، الطلبة، والفاعلين المدنيين، بهدف ابتكار حلول عملية لتحسين جودة الحياة وتعزيز تماسك المجتمعات عبر الأدب والفنون والإنسانيات الرقمية.
بهذا الملتقى، تؤكد جامعة ابن طفيل التزامها الراسخ بدعم الإبداع الأدبي والفني، وترسيخ القيم الإنسانية الداعمة للتسامح والسلام والتعايش، من خلال مقاربة علمية وثقافية تضع المهارات الحياتية في قلب التنمية المجتمعية المستدامة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!