المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بوجدة والبحث عن الروح الجماعية والهوية المفقودة منذ 20 سنة

مع إطلاق الأوراش الكبرى، تم الإعلان عن خلق مؤسسات جامعية من الجيل الجديد، المدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية والمدرسة الوطنية للتجارة والتسيير وتسريع إحداث كليات الطب والصيدلة بمجموعة من الجهات.

ومارافق ذلك من تطبيل وتهويل، وكأننا أمام مدرسة بيزنيس سكول في صيغتها المغربية، لكن الغائب في السياقات المتعددة للمدرسة الوطنية للتجارة والتسيير:

أولا: خطيئة التسمية

وكان التجارة هي مستقلة عن التسيير، مما ولد لدى بعض فقهائها القدامى، ان التجارة شيء والتسيير شيء آخر، من هنا تولد القصور الفكري والعبث الإبستملوجي،

ثانيا: خطيئة إختيار فرق العمل، حيث تم الإعتماد على المسار العلمي والأكاديمي دون التركيز على المسار المهني، هنا كانت أكبر هفوة في تاريخ المدارس الوطنية للتجارة والتسيير لأنه ضاعت معه إستراتيجية الإنفتاح على المحيط الإقتصادي والإجتماعي والشراكة، رغم محاولات وتجارب سطات، طنجة، الدارالبيضاء و القنيطرة، لكنها بقيت تجارب محدودة وتحت رحمة الرأس المال والمقاولة الذين استغلوا نقاط ضعف مكونات المدارس الوطنية للتجارة والتسيير في البحث عن الرقي الإقتصادي والإجتماعي ، حيث خضعت برامج التكوين الأساسي و المستمر لإعتبارات تداخل فيها المصلحي والذاتي مما جعل خريجي المدارس الوطنية للتجارة والتسيير في وضعية صعبة وهشة للإندماج في سوق الشغل سواء في القطاعين العام أو الخاص وجعلت صورتها المؤسساتية تهتز في هذا السياق خاصة مع الإعلان عن نهاية مسلسل الأوراش الكبرى والشعارات الرنانة والبراقة التي رافقتها وإطلاق النموذج التنموي الجديد.

أحد التقارير القادمة لأحد أهم مؤسسات الحكامة بالبلاد التي تطبخ على نار هادئة ستعلن عن نهاية حقبة إوالاعلان عن حقبة جديدة للمدارس الوطنية للتجارة والتسيير عبر المعالجة الشاملة والبنيوية انطلاقا من مجموعة من المداخل الكبرى:

1-خطيئة التسمية:

مع إطلاق جيل جديد من كليات الإقتصاد والتدبير، حان الوقت لإعادة تسمية المدارس الوطنية للتجارة والتسيير إلى مدارس عليا للإقتصاد والتسيير تعتمد على برامج بيداغوجية تطبيقية أكثر منها نظرية مع الإنفتاح على جيل جديد من الجسم التعليمي ينتمون إلى النسيج الإقتصادي والإجتماعي وفق مقاربة تعاقدية.

2-كثر الحديث في الفترة الأخيرة عن الإنزلاقات الخطيرة في التسيير والتدبير المالي وتراجع مستويات الاستقطاب والجاذبية للمدارس الوطنية للتجارة والتسيير حيث تفجرت وقائع كثيرة تهم:

-المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بسطات المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بالدارالبيضاء

-المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بطنجة -المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بفاس

-المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بوجدة

جميع المتتبعين للشأن الجامعي أجمعوا أن المدارس الوطنية للتجارة والتسيير في حاجة إلى أنفاس جديدة على المستوى التدبيري والحكامة وإلى هندسية بيداغوجية جديدة لمواكبة التحولات الكبرى والمساهمة في تنزيل مخرجات النموذج التنموي الجديد.

3-على مستوى المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بوجدة، بعد الهزات العنيفة التي عرفتها هذه المؤسسة خلال السنتين الأخيرتين، تفائل الجميع بتعيين مدير جديد على رأسها وخاصة أنه ينتمي لخارج المؤسسة ومحاولة الإشتغال مع الجميع لإسترجاع الصورة والمكانة المفقودة منذ التأسيس.

لكن بعد مرور 06 أشهر من التعيين، تبقى الحصيلة تحمل في طياتها مجموعة من الملاحظات والانزلاقات وخيبات الأمل.

أ-على مستوى العلاقة مع الجسم التعليمي أي الأساتذة: يمكن توزيع أساتذة المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بوجدة إلى مجموعتين:

– المجموعة الأولى لا يهمها إلا خدمة مصالحها الشخصية والعائلية والحركية وحتى منها الزوجية والعشائرية والاثنية والقبائلية ومحاولة إدماج من ناقشوا معهم الدكتوراة في الجسم التعليمي للمؤسسة لخدمة الأجندات الخاصة للمشرفات والمشرفين مرة الاستعانة بالخطاب الديني ومرة بالنزاهة والاستقامة والشفافية (ممكن ارتداء لباس القديس بوجدة وشيطان الانس في الناظور).

-المجموعة الثانية تناضل وهذا المصطلح الأهم والمناسب لوصف هذه المجموعة من أجل صورة مميزة للمؤسسة وجعلها في مصاف المؤسسات الجامعية الكبرى المختصة في مجالي التجارة والتسيير، وتطوير علاقات الشراكة للمؤسسة وطنيا، قاريا ودوليا وإبراز مسؤوليتها الاجتماعية والمجتمعية..

لكن المدير الحالي كان له رأي آخر هو ضرورة استهجان كل أعضاء المجموعة الثانية وإغلاق باب العمل المشترك معها و أمام كل مشاريعها، حيث صرخ في وجه أحد الأستاذات التي تحملت عناء السفر في ندوة دولية بأحد أهم دول الغرب الإفريقي، وتقدمت بمداخلة قيمة أمام رئيس حكومتها والسلك الدبلوماسي لدول الإتحاد الأوربي المعتمد في ذلك البلد الإفريقي، وفي محاولتها لوضع السيد المدير في الصورة واشراكه في تتبع التوصيات ، كافئها قائلا :”أنه لا يعترف بالعلاقات مع الدول الإفريقية ولا بإستراتيجية العمق الإفريقي للمغرب” مما شكل منعطفا خطيرا وإحتقانا وسخطا عارما داخل المؤسسة في الأيام الماضية.

كما يعمل مدير المؤسسة على شخصنة صراعاته مع هذه المجموعة، التي حاولت أكثر من مرة تقديم كل أشكال الدعم والمساندة النقدية والمساعدة القانونية أمام تعدد انزلاقاته لإنجاح تجربته المرتبطة برهانات المؤسسة، لكن لاحياة لمن تنادي، رغم أن مدير المؤسسة يعي تمام الوعي أن نجاح مشروعه المؤسساتي هو مرتبط أساسا بالمجموعة الثانية..

ب-على مستوى الحكامة وغياب المقاربة التشاركية: يتم إتخاذ قرارات فردية وإنفرادية بمعزل عن أجهزة الحكامة المنصوص عليها قانونيا، حيث تبين انه يجهل القوانين المنظمة، مما يجعل احدى عضوات المجموعة الثانية المتميزة تقدم له مرافعات واستشارات قانونية دفاعا عن المؤسسة ووحدتها وتماسكها، حيث شهدت أشغاله الأخيرة مرافعة قانونية.

كما تم تنبيه مدير المؤسسة مرات ثم مرات حول إنزلاقاته، حيث تم في اليومين الأخيرين تسريب نقاط بعض المستويات قبل المداولات، ومحاولة عقد المداولات قبل عقد المجلس التأديبي وهذه زلة قانونية ومؤسساتية أخرى.

ج-العلاقة مع التمثيليات الطلابية المؤسسة: منذ تعيين المدير الحالي، لاهم له سوى القضاء على احاها، حيث تم تقديم رموزها للمسائلة الأمنية وتتبع حركاتهم وسكناتهم من طرف أجسام غريبة عن المؤسسة، مما جعل النشاط الطلابي المدني، التنويري والإشعاعي لطلبة المؤسسة يتراجع بشكل رهيب مما يخدم أجندات من أقلقتها دينامية وجرأة المواضيع والأنشطة التي يتم تنظيمها من طرف الجمعية.

وأخيرا سنهمس في أذن مدير المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بوجدة «لا يحمل الحقد من تعلو به الرتب، ولاينال العلا من طبعه الغضب” .

والمقلق من داخل المدارس الوطنية للتجارة والتسيير بالمغرب في حاجة إلى إعادة هيكلة جديدة وبعث روح جديدة وفق متطلبات المرحلة لأن المرحلة السابقة انتهت والمرحلة الجديدة تأخرت في الظهور، وما بين العتمة والضوء تظهر كائنات غريبة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى