اللعبة السياسية تعود لإقليم جرسيف من جديد

ذ. بوجيدة عبد المجيد

في إطار الاستعداد للانتخابات التشريعية المقبلة، بات جليا أن بعض الأحزاب السياسية بمختلف ايديولوجيتها المصطنعة قامت بإعطاء الضوء الأخضر لبعض الوجوه المألوفة لدى ساكنة جرسيف. هذه التحركات تبقى في نظرنا تتطلب طرح مجموعة من الأسئلة التي تبقى عالقة، وذلك بارتباطها بوضعية العمل السياسي وسؤال الديمقراطية المحلية.

         ولابد في البداية قبل أن نخوض في الموضوع، أن نذكر الرأي العام المحلي أن الأحزاب السياسية الحرة والديمقراطية تتطلب وجود مجموعة من المؤشرات الديمقراطية، أهمها التداول على السلطة والمسؤولية بين مختلف الفاعلين السياسيين خاصة الشباب، وهذا الأمر سيجعل منها أكثر قدرة على تطبيق برامجها وإنتاج سياسات أفضل.

         إن الأحزاب الممثلة للمشهد السياسي بإقليم جرسيف ظلت تتخبط في أزمة هيكلية كبيرة، بكونها تنتج نفس الوجوه لأكثر من عقدين من الزمن، وهو الأمر الذي يجعلها بعيدة كل البعد عن تحقيق التفاعل والمنافسة الحرة داخل هياكلها. هذه العوامل ستساهم في قتل أهم المبادئ المؤسسة للأحزاب وهو النضال السياسي الذي ظل وسيبقى غائبا ما دام هذه الوجوه تتحكم بشكل مقيت في هياكل هذه الأحزاب على المستوى المحلي. بحيث لم يعد الفاعل الحزبي المحلي يناضل من أجل البرامج والسياسيات بل غاياته الظفر بمعقد في البرلمان، ولو على حساب المبادئ….وتموت القيم.

         إن هذه الوضعية تتناقض بشكل قاطع مع الشعارات والخطابات التي تهم تخليق المشهد السياسي والحزبي، بحيث لا يمكن في كل الأحوال لهذه الأحزاب السياسية أن تساهم في تعزيز الديمقراطية المحلية وهي تعيش فساد هيكلي داخلي، بعيدا كل البعد عن صوت المؤسسات، بحيث الصوت الوحيد الذي نسمعه من داخل هذه الأحزاب هو صوت لشخص واحد.

         وفي هذا الصدد نظن أنه لا يخفى عن أحد أن جل الاستحقاقات الانتخابية، عبارة عن سوق للتزكيات ليس إلا، تلغى البرامج والأيديولوجيات والخطب، بحيث أصبح الانتماء الحزبي مجرد صيغة لاستكمال المسرح بنفس الممثلين.

هذا المشهد السياسي المحلي يجعلنا أمام الصورة الحقيقية التي أصبحت عليه الأحزاب السياسية بالمغرب، اذ لم تعد تقوم بإنتاج النخب، بل تقوم بإعادة نفس النخب وبنفس الطريقة ومن أجل الغايات نفسها.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى